في ختام مسابقة جورناتي ديل أوتوري ضمن الدورة الـ 79 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، أعلنت شبكة Europa Cinemas عن فوز الفيلم اللبناني حديد نحاس بطاريات للمخرج وسام شرف، بجائزة أفضل فيلم أوروبي بالمسابقة، وهو ما يتيح له أن يحمل علامة الشبكة ويستفيد بالدعم الترويجي وفرص عرض مميزة في سلاسل دور العرض التابعة للشبكة، وفي حيثيات الاختيار قالت لجنة تحكيم الشبكة “الفيلم ممتع، أصيل جداً، ويدفع للتفاؤل بشكل غير متوقع”.
شبكة Europa Cinemas هي مبادرة تكونت عام 1992 بدعم من 30 سلسلة دور عرض أوروبية، وحالياً توسعت الشبكة لتضم أكثر من 3000 شاشة عرض عبر 739 مدينة في 42 دولة بأنحاء العالم، ومنذ 2010 تقدم الشبكة جائزتها في مسابقة جورناتي ديل أوتوري، ويُعد وسام شرف هو أول مخرج عربي ينال فيلمه هذه الجائزة.
وأضافت لجنة تحكيم الشبكة في حيثياتها “تواجهنا جميعاً العديد من الموضوعات التراجيدية، مثل الحرب واللاجئين والتهريب عبر الحدود، لكن شرف قدم قصة حب تحمل عناصر خيالية قوية. هناك لمسات حانية، راحة سببها الابتعاد عن الوعظ، وبعض اللحظات السوداوية المرحة. الفيلم يمنح مشاهديه أملاً قوياً ينبع من الشجاعة، ولدينا شعور قوي بأنه سيثير الإعجاب لأبعد من نطاق جمهور أفلام الآرت هاوس الفنية بأنحاء أوروبا”.
وكان حديد نحاس بطاريات هو فيلم الافتتاح بالنسخة الـ 19 من مسابقة جورناتي ديل أوتوري، حيث عبر الجمهور عن إعجابه بالفيلم، كما حصد الفيلم تقييمات نقدية إيجابية.
وفور عرضه، كتب الناقد اللبناني هوفيك حبيشان “ألقى شرف نظرة مختلفة على الواقع اللبناني وبحسب تقييمه له؛ نظرة لم يسبق ان حضرت بهذا الشكل في السينما اللبنانية”، كما كتب فابيان لوميرسيير في موقع سينيوربا “يضيف لمسة من السحر وعبق الحكايات الخرافية إلى عمل يركز على البساطة والطزاجة الأصلية أثناء رحلة معقدة من البحث عن الحرية”، كما كتب ماثيو جوزيف جينر في موقع ICS “تعبير جميل مذهل عن الفردية”.
تدور أحداث الفيلم حول أحمد، اللاجئ السوري وأحد الناجين من الحرب، والذي يجوب شوارع بيروت باحثاً عن أشياء معدنية ليُعاد تدويرها، ويظن أنه سيعثر على الحب مع مهدية الفتاة ذات الأصول الإثيوبية، ولكن الحب في هذه المدينة يبدو مستحيلاً؛ فهل يتمكن هذان اللاجئان الرومانسيان من العثور على الطريق للحرية؛ في الوقت الذي يتأثر فيه أحمد بمرض غامض يحول جسده ببطء إلى معدن؟
حصل مشروع حديد نحاس بطّاريّات على دعم من المعهد الوطني للسينما والصور المتحركة (CNC)، ومنطقة كورسيكا، ومؤسسة الدوحة للأفلام ووزارة الثقافة الإيطالية، وصندوق دعم الأفلام الفرانكفوني وMEDIA. كما فاز المشروع بمنحة تسويقية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وجائزة المعهد الفرنسي في تونس من منصة قرطاج للمحترفين ضمن أيام قرطاج السينمائية، وجائزة Arte في مهرجان بوسان السينمائي، وجائزة المعهد الوطني للسينما والصور المتحركة في ملتقى دبي السينمائي.
الفيلم من إخراج وسام شرف يشاركه التأليف هالة دباجي ومارييت ديسير، وبطولة كلارا كوتور وزياد جلاد ورفعت طربيه ودارينا الجندي، ومن إنتاج Né à Beyrouth Films وAurora Films وIntramovies التي تتولى أيضاً المبيعات والتوزيع دولياً، وفي فرنسا توزعه شركة JHR Films، بينما تقوم MAD Solutions بتوزيع الفيلم في العالم العربي.
وسام شرف مخرج ومصور ومحرر لبناني فرنسي بدأ عام 1998 العمل في الشبكة الفرنسية الألمانية ARTE مصور ومحرر أخبار وصحفي. وقد غطى منذ ذلك الحين مناطق نزاعات كبرى تتنوع بين لبنان والشرق الأدنى إلى دارفور وأفغانستان وهايتي وكوريا الشمالية وعمل مع برامج مثل ARTE Info وARTE Reportages وTracks وMetropolis.
عمل شرف أيضاً مع المخرجة دانيال عربيد كمساعد إخراج، بالإضافة إلى العمل في الأغاني المصورة مع المخرج الفرنسي هنري جان ديبون لصالح فنانين كـNoir desir وسينيد أوكونور و مؤسسة Asian Dub.
أخرج وسام شرف ستة أفلام قصيرة روائية وهي؛ هز يا وز وبطل لا يموت وجيش النمل وفيما بعد (حصل على جائزة في بانتان، بريف) وذكرى صديق لا تُنسى (حصل على جائزة في بانتان، كليرمون فيران، رود آيلاند وتم اختياره مسبقًا لأفضل فيلم قصير في سيزار لعام 2020)، ولا داعي للفزع (شارك في مهرجان كليرمون فيران) بالإضافة لفيلم كل هذا وأكثر وهو فيلم وثائقي فاز بجائزة في أيام قرطاج. وتم اختيار فيلمه الطويل الأول من السماء ضمن قسم جمعية توزيع السينما المستقلة في مهرجان كان عام 2016. ومؤخرًا دخل أحدث أفلامه القصيرة مرحلة ما بعد الإنتاج، ويقوم بتطوير سيناريو فيلم روائي جديد.