إنَّ المجلس الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان، رئيساً وأعضاء ومؤسسات، يستنكر أشدَّ الاستنكار ما يتعرّض له المقامُ البطريركيُّ في بغداد ويعتبرُ أنَّ هذا الموقف الذي يشكّل سابقةً خطيرةً في تاريخ العراق القديم منه والحديث إنَّما يهدّد بشكلٍ مباشرٍ الحضور المسيحيّ في تلك البقعة المباركة من الأرض، التي منها انطلق التوحيدُ الإبراهيميُّ الذي تنادي به الدياناتُ السماويَّةُ الثلاث.
معلومٌ أنَّ بطريرك كنيسة المشرق، بطريركُ الكنيسة الكلدانية، حَظي منذ غابر العصور بلقب “ابي النصارى” وكانت له الكلمةُ الفصلُ في شؤون الدين والدنيا، لا في بيعته فحسب، بل أمام الخلفاء والرئاسات والملوك وذوي السلطان، تقديراً لرفيع مقامه واحتراماً لما يمثله من قيمٍ سمحاءَ نبيلةٍ تعكسُ سموَّ الدين المسيحي، في مجتمع مختلطٍ ومنوّعٍ، عُرٍف عنه صونُ العيش المشترك والإجتماعُ حول “كلمةٍ سواء”.
أمام صمتٍ مخزٍ تندي له الوجوه وتشمئزُّ منه النفوس الساعيةُ لإحقاق الحقّ وإعلاء صوت الضمير، يطالبُ المجلسُ الأعلى للطائفة الكلدانية في لبنان، بتحرُّكٍ كنسيٍّ وسياسيٍّ ومدنيٍّ، سريع وفعّال يرفع الضيّم والغبن اللاحق بالرئيس الأعلى للكنيسة الكلدانية في العراق والعالم غبطة البطريرك الكاردينال مار لويس روفائيل ساكو ويردُّ له ولأبناء ملّته من إكليروسٍ وعلمانيين، كرامتهم وكرامة المسيحيين في العالم أجمع ويساهم بتصويب وتصحيح الأمور وإحقاق الحق لأصحابه ممّا يحافظ على الخصوصيًة والتعددّية للعراق ويكرّس في أرجائه أوليَّة الملاءة الدستوريَّة والديمقراطية التي لا مناص منها لبناء الدولة على أسسٍ سليمةٍ وراسخةٍ تليق بإنسان القرن الحاضر.