قال النائب السابق نعمة الله أبي نصر في بيان، بعد أيام تحلّ علينا ذكرى الأول من أيلول، ذكرى إعلان دولة لبنان الكبير، والشعب غارقٌ في مستنقع موتٍ بطيء: لا دواء، لا ماء، لا كهرباء، مسروقةٌ أمواله، منهوبة بلاده، مشتّتةٌ عائلاته، حكامه في غيبوبة، فعمّ اليأس والهجرة، لكنّنا نرى أنّ اللبنانيين عامةً والموارنة خاصةً الذين تكاثرت عليهم الضغوط والمكائد من الداخل والخارج بهدف زعزعة الثقة بالنفس وبالمستقبل؛ ما زالوا يختزنون من الطاقات والكفاءات، ما يُمكنّهم من تجاوز هذه الأيام الرديئة بفعل إيمانهم وإرادتهم ووحدتهم.
فكرة إعلان دولة لبنان الكبير لم تكن وليدة ساعتها، بل كانت بجهود جميع الطوائف مسلمين ومسيحيين، وفي مقدّمهم البطريرك الماروني الياس الحويك الذي بعد طلب ضمّ الولايات العثمانية الأربعة، راهن أمام اللبنانيين والعالم على أنّه يمكن للديانتين، للإرادتين، الإسلامية والمسيحية، أن تؤسّسا معاً لدولـة واحدة موحّدة أرضاً وشعباً ومؤسسات، ذات سيادة وعيش واحد فيكون لبنان قـدوة للعالم، مثلاً ومثالاً يُحتذى به، لا دولتين وديانتين تتناحران كمرتع لصراع الحضارات والأديان والمذاهب.
نحن نرى أنَّه لا بُدّ من أن يكون يوم الأول من أيلول من كل سنة، عيداً وطنياً لدولة لبنان الكبير، أو أقله، يوم ذُكرى وتذكير بهذا الحدث التاريخي العظيم الذي هو في صلب كيان لبنان ودستوره؛
وهذا يذكّرني بإقتراح القانون الذي سبق وتقدّمت به من مجلس النواب بتاريخ 23/8/2017 سجل تحت رقم 95/2017، حيث أحيل إلى لجنة الإدارة والعدل وما زال.
في الذكرى عبرة، وفي العبرة حياةٌ متجدّدةٌ للأوطان التي تتعّظ من الفواجع التي حلّت بها.