في مساء 16 أيلول/ سبتمبر 2023، شهدت كاتدرائيّة مار يوحنّا – مرقس في مدينة جبيل التاريخيّة (بيبلوس) لبنان، تجمّعًا لافتًا للشّباب من مختلف كنائس الشرق الأوسط، اجتمعوا خلاله للاحتفال معًا بالوحدة والإيمان الواحد والروح المسكونيّة الجامعة. الحدث الّذي نظّمته OPM – Missio Libani بالتعاون مع جماعة تيزيه Taizé، ضمّ 500 مشاركًا، إلى جانب العديد من الشّبان والشّابات العابرين الّذين انضمّوا في وقت لاحق من ذلك المساء، للمشاركة في أمسية صلاة وتأمّل وشراكة جماعيّة.
استهلّت الأمسية بترحيب حارّ بالشبيبة الّتي توافدت من مختلف الكنائس الشرق أوسطيّة، فتسجّل الشّباب في نشاطهم وهتفوا معًا أناشيد وترانيم كنسيّة مقدّسة، فسادَ جوٌّ من الوحدة والتضامن طوال الحدث.
خلال النهار، وقبيل الأمسية المسكونيّة، شارك الشّباب في جلسات القراءة الربيّة، واستكشفوا معًا التعليم الّذي يتجلّى في إنجيل متّى 5: 1-12. أقيمت هذه الجلسات في مراكز عدّة، منها جلستين في مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في جبيل (SSCC جبيل)، إضافةً الى جلسة أخرى في دار أيتام عش العصافير الأرمني “Trchnots Pouyn” | جبيل (للكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة)، وجلسة أخيرة في كاتدرائيّة مار يوحنّا – مرقس في جبيل. ساهمت هذه الجلسات في تعميق فهم المشاركين الحكمة الواردة في إنجيل متّى والّتي تعكس المعنى الحقيقي للإيمان بيسوع وأهميّة الوحدة، ما وسّع آفاق المشاركين ووضع الأساس الروحيّ لأحداث الأمسية المسكونيّة. كذلك صلّى الشّباب في ختام جلساتهم بطريقة عفويّة من أجل خلاص البعيدين، مؤكّدين على ضرورة العمل لتقريب نعمة الله من قلوب الناس أجمع كما اختبروها بدورهم في حياتهم.
ومع غروب الشّمس، تجمّع المشاركون في مرفأ جبيل لاستقبال صليب يسوع المسيح الّذي حُمل على متن قارب.
ومن أبرز محطّات هذا الحدث كانت المسيرة المسكونيّة الروحيّة الخاشعة، إذ سار المشاركون خلف صليب يسوع باتّجاه الواحة المسكونيّة في حديقة كاتدرائيّة مار يوحنّا – مرقس. خلال هذه المسيرة، رفع الشّباب صلواتهم بتخشّع إلى الربّ يسوع من أجل الوحدة، فالمسيح هو الّذي حوّل أداة الآلام والصّلب إلى رمز للخلاص والوحدة.
حملت أمسية الصّلاة المسكونيّة في مضمونها المرافقة الروحيّة لسينودس الكنيسة الكاثوليكيّة، المقرّرعقده في تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023، على أمل أن يستلهم آباء الكنيسة الروح القدس خلال هذا الوقت الهامّ لتحقيق مشيئة الله في مباحثاتهم. وتخلّلت الأمسية صلوات من مختلف الكنائس في الشرق الأوسط من خلال تأمّلات شبابها، بحيث تمحورت على نيّة إحلال السّلام ووقف الحروب وحماية الطبيعة وبخاصّةٍ على نيّة السّينودس المقبل ومن أجل جميع المتألّمين.
أمّا الجوقة الّتي رفعت الأمسية روحيًّا فتألّفت من مرنّمين موهوبين من مختلف الكنائس والمناطق في لبنان، بقيادة المرنّم الشّهير جبرائيل صاصي.
صاحب السّيادة المطران ميشال عون، مطران أبرشيّة جبيل المارونيّة، حضرة الأباتي خليل علوان، الأمين العام لمجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق ، حضرة الأب الدكتور روفائيل زغيب، المدير الوطني للأعمال الرسوليّة البابوية في لبنان، حضرة القسّيسة الدكتورة ريما نصر الله ممثّلة الكنيسة الإنجيليّة الوطنية في بيروت ، وحضرة الأب البروفسور غابي ألفرد هاشم كاهن في كنيسة الرّوم الملكيّين الكاثوليك وجمع من الآباء والأخوات الراهبات الأجلّاء من مختلف الكنائس في لبنان، باركوا الحدث بحضورهم حيث قادوا صلواته.
لقد تجلّى في لقاء “معًا” جمال الحركة المسكونيّة، حيث تجمّع الشّباب من مختلف التقاليد المسيحيّة للصّلاة معًا والتأمّل والوقوف متّحدين بصوت واحد. جسّد هذا الحدث شهادة قوّة الإيمان الواحد والمحبّة الواحدة حيث يمكننا عبرهما التغلّب على أي انقسام وبالتّالي جمع الناس معًا بروح المسيح.