سيادة المطران عطا الله حنا : نحذر من خطورة بعض المنصات الإعلامية التي تحرض على الكراهية والعنصرية.

سيادة المطران عطا الله حنا :  نحذر من خطورة بعض المنصات الإعلامية التي تحرض على الكراهية والعنصرية.

إعداد ومتابعة: ربى يوسف شاهين

قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس المحتلة:

بأنه ومع كثرة وجود وسائل التواصل الاجتماعي فقد كثرت في الآونة الأخيرة المنصات المشبوهة التي يستغلها أشخاص يدعون التدين والتبشير بالإيمان ولكن مهمتهم في الواقع هي التحريض على الكراهية والفتنة والعنصرية ، وهؤلاء هم من كل الأديان والملل والطوائف .

وأكد سيادة المطران عطاالله حنا:
ان تكون متديناً و ملتزماً بقيم إيمانك هذا أمر جيد ولكن أن يتحول هذا إلى كراهية وتحريض على الآخر إنما هو أمر مرفوض.

لأن هذا الآخر حتى وإن اختلف عنا في معتقده أو دينه فهو أخ بالنسبة إلينا في الانتماء الإنساني وكلنا ننتمي إلى اسرة بشرية واحدة خلقها الله .

على الصعيد المسيحي هنالك منصات إعلامية في الداخل والخارج التي تدعي التبشير بالمسيحية ولكنها في الواقع هي أبواق مأجور لا تخدم المسيحية ولا تبشر بها بل هي تسيء لرسالتها وحضورها .

المسيحيون في هذه الديار وفي ظل هذه الحرب هم يحتاجون إلى من يرفع من معنوياتهم ويشدد عزيمتهم ويرشدهم ويوجههم في ظل هذه الأوضاع الصعبة .

وهم ليسوا بحاجة إلى من يخلطون الأوراق ويثيرون الفتن ويسعون إلى تحويل المسيحيين وكأنهم أقلية لأن التفكير بمسألة الأقلية هو محفز على الهجرة ومشجع على أن يحزم المسيحيون أمتعتهم و يغادروا وطنهم .

وأوضح سيادته:
نريد للمسيحيين أن يبقوا في ديارهم وأن يصمدوا فيها لأنهم لن يجدوا مكاناً أجمل من هذه الأرض المقدسة في أي مكان في هذا العالم ، ولا يجوز أن يتأثر المسيحيون من هذه الأصوات النشاز التي لا تعبر عن الموقف المسيحي السليم وهدفها الاصطياد في المياه العكرة وتعكير الأجواء وإثارة البلبلة وخلط الأوراق خدمة لأجندات معروفة.

وخاطب سيادة المطران عطاالله حنا المسيحيين قائلاً:

للمسيحيين في هذه الأرض المقدسة أقول :
بأننا في زمن السوشيال ميديا نحتاج إلى الوعي والرصانة والحكمة أكثر من أي وقت مضى لكي نتمكن من التمييز ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود ولكي نتمكن من التمييز ما بين المبشر الحقيقي بالمسيحية والمبشر المزيف الذي يبث سموم الكراهية والعنصرية في صفوفنا وبين ظهرانينا .

وتابع سيادته:
كم نحن بحاجة للحكمة في هذا الزمن العصيب حيث باتت بعض وسائل التواصل الاجتماعي ادوات للتجهيل والعمل على اقتلاع المسيحيين من أصالتهم الروحية وجذورهم الوطنية .

نحن مسيحيون ونحن فلسطينيون شاء من شاء وأبى من أبى ولا يجوز أن نسمح لأحد أن يشوه تاريخنا ويمس بهويتنا التي نفتخر بها .

لسنا أقليات أو جاليات في أوطاننا بل نحن ملح هذه الأرض وخميرتها هكذا كنا وهكذا يجب أن نبقى .

ويجب أيضاً أن نرفض أي مظاهر دخيلة ومحاولات خبيثة هادفة لاقتلاع المسيحيين من أصالتهم ومن هويتهم لكي تحل مكانها هوية مزيفة ليست هي الهوية الحقيقية .

المناداة بالمسيحية لا يمكن أن تكون من خلال التحريض والإساءة بل من خلال كلمة المحبة والأخوة والرحمة والسلام .

تعلموا من الإنجيل المقدس أننا يجب أن نكون فرحين مع كل إنسان يعيش الفرح ويجب أن نكون مـتألمين مع كل إنسان يعيش الألم .

وبما أن شعبنا يعيش الألم في ظل هذه الحرب المستعرة فإنه من واجبنا أن نكون مع شعبنا وأن ننادي بوقف العدوان.