المرتضى في اطلاق مسابقة العود الدولية من عينطورة: امور ثلاث تغلف حياتنا واقع مر نعيشه ورجاء حلو نرنو اليه وثقة بأن الخلاص آت بلا ريب

المرتضى في اطلاق مسابقة العود الدولية من عينطورة: امور ثلاث تغلف حياتنا واقع  مر نعيشه ورجاء حلو نرنو اليه وثقة بأن الخلاص آت بلا ريب

دعا وزير الثقافةالقاضي محمد وسام المرتضى الى “التشبث دائمًا بمصادر قوتنا المادية والروحية لحماية الوطنِ الأمل، وأولُ ذلك الحفاظُ على وحدتِنا الوطنية والابتعاد عن كل عناوين التفرقة والتشرذم. فمصالح الناس في معيشتهم اليومية لا تحققها المناكفات والخصومات، بل يكون ذلك بالاحتكام إلى العقلانية وبالركون الى التحابب والكلمة السواء التي ترضي الله والضمير وتنفع الناس كل الناس”.

وقال: “لبنان ليس كيانًا من ترابٍ وفضاءٍ ومياهٍ إقليمية، وانتشارِ بنين في أقطار الأرض فحسب، بل هو أولًا وأخيرًا كائنٌ حيٌّ من عصبٍ ورؤى وآمالٍ، فإذا حلَّ به ويلٌ تشبَّثَ بالأمل المنقذ”.

كلام المرتضى جاء خلال رعايته المؤتمر الصحافي في معهد وجمعية “فيلوكاليا” للاعلان عن مسابقة العود الدولية الأولى من قسم العود في دير الزيارة في عينطورة، في حضور مؤسسة الجمعية الاخت مارانا سعد ،الفنان مارسيل خليفة رئيس قسم دار العود شربل روحانا، رئيس اللجنة الموسيقية في جمعية “فيلوكاليا” انطوان خليفة وعدد من المهتمين.

افتتح المرتضى المؤتمر قائلًا: “أهلا وسهلا بجميع ضيوف الفيلوكاليا في لبنان الشقيق الأصغر لأشقائه وشقيقاته الذي وفي زمنٍ جميلٍ مضى كان صاحب الدور الأفعل والأفضل في عائلته العربية، اذْ كان مدرسةَ العرب وجامعَتهم ومشفَاهم ودارَ نشرهم ومؤئلَ فكرهم الحر ومبطعَتهم وقبلتَهم الثقافية وملاذَهم اذا ادلهمّت أوضاعهم السياسية ومصرفَهم ومتنفسَهم ووجهتَهم في الصيف وارضَ نزهتهم في كل الفصول”.

أضاف: “كان اشقاؤنا العرب، وما برحوا، يعشقون لبنان عشقَهم للحياةِ، وفيه كانت الترجمة الفعلية لتوقهم بأن يحيوها على أجمل وأوفى ما تكون. ذلك أيها الأحبة، كان في زمن جميل مضى، أما اليوم فلبنان، ذلك الشقيق الأصغر، الذي ما برح ينبري للعب أكبر الأدوار على مستوى مصير منطقتنا وأمتنا، متروكٌ هو وشعبه ليعاني وحيداً أدهى المرارات، على الرغم من أنه حمل عن الأمة جمعاء الأحمال الجسام، أحمالٌ لا قِبَل له نظرياً على حمْلها….وعلى اثر تجاوزنا لمحن تنوء تحتها الجبال ونجاحنا في كل امتحانات العزّة ابتلتنا يد الشر بنهبٍ لمالنا العام أُتبع بنهبٍ آخر لأموال المودعين ثم بحصار اقتصادي يحول اليوم دوننا والأساسيات… لكننا ما برحنا، وسوف نستمر، صامدين ثابتين على قاعدة “أن الروح هي يللي بتقاتل فينا”… ولكن ويا للأسف ما برحنا، وأرجو أن لا نبقى، متروكين لمصيرنا، ولا سيما من بعض اشقائنا العرب”.

وتابع وزير الثقافة: “لبنان، الوطنُ المسكون بالإلهام، الذي تعزفُ الريح على قممه ألحانًا، والبحرُ على شطآنِه أنغامًا، والزرعُ في سهولِه مقاماتِ خِصب؛ البيتُ القائم على قناطر الأمل، الذي يتفاخرُ أبناؤه بأنه هبةُ الحضارة ومصهرُ الرسالات، ها هو اليوم يتجلّى في هذا الدير العابق بروح الإيمان، في رحاب فيلوكاليا الحق والصلاح والخير والجمال، بنكهةِ من موسيقى العود ونغماته. ​صحيح أن الشعوبَ كلَّها تتغنّى بأوطانِها، لكنَّ لبنان غيرُ سائر البلدان، فقد جعلته مواهبُ مبدعيه فكرةً من رحيقٍ، ولوحةً من ضياء، ومعزوفةً من أمل، حتى لَيَسْألُ كثيرون: هل حقيقةُ هذا الوطن بهيةٌ كما الصورةُ الحُلمُ التي له رُسِمَتْ؟”.

واستطرد: “وأيًّا يكن الحالُ فإننا اليوم ههنا لنحتفي بإطلاقِ هذا النشاط الفني الراقي والرائد للفيلوكاليا وللأخت مارانا سعد في تأكيدٍ على أمورٍ ثلاثةٍ تغلِّفُ حياتَنا: واقعٍ مرٍّ نعيشُه، ورجاءٍ حلوٍ نرنو إليه، وثقةٍ بأن الخلاص آتٍ بلا ريب، لأن الأملَ الذي هو من طبيعة النفس الإنسانية هو أيضًا نَسْغُ وجودِنا الوطني. فلبنانُ ليس كيانًا من ترابٍ وفضاءٍ ومياهٍ إقليمية، وانتشارِ بنين في أقطار الأرض فحسب، بل هو أولًا وأخيرًا كائنٌ حيٌّ من عصبٍ ورؤى وآمالٍ، فإذا حلَّ به ويلٌ تشبَّثَ بالأمل المنقذ. لذلك أصرّ على أن الفعالية الحاضرة هي شكل من أشكال اعلاننا كلبنانيين عن صمودنا وعن ثباتنا على درب السعي الى الخلاص من كل هذا الواقع المرّ الذي نعيشه وعن تمسكّنا بالدور الثقافي والحضاري الريادي المؤهلين نحن لتأديته”.

وشدد على اهمية الوحدة الوطنية قائلا: “في حضرة التاريخ القابع في أرجاء هذا الدير وأمام الواقع القاسي الذي نعيشُه، والمستقبلِ الذي يضيئُه هذا العملُ الموسيقيُّ الممهورُ بتوقيع ثلّةٍ من المبدعين الرصينين المخلصين لفنّهم ووطنهم، لا بدَّ من التذكير بأن الأمل عزيمةٌ وقوةٌ وكرامةٌ وطنيةٌ وإرادةُ حياة. هذه إذا اجتمعت سيَّجَت الوطنَ بالبهاءِ والصمودِ وأعطت المواطنين القدرةَ على تجاوز المحن. من هنا علينا التشبث دائمًا بمصادر قوتنا المادية والروحية لحماية الوطنِ الأمل، وأولُ ذلك الحفاظُ على وحدتِنا الوطنية والابتعاد عن كل عناوين التفرقة والتشرذم. فمصالح الناس في معيشتهم اليومية لا تحققها المناكفات والخصومات، بل يكون ذلك بالاحتكام إلى العقلانية وبالركون الى التحابب والكلمة السواء التي ترضي الله والضمير وتنفع الناس كل الناس”.

أضاف: “أعلن كوزير للثقافة في الجمهورية اللبنانية، بأنّ الرابطة بين وزارة الثقافة والفيلوكاليا ليست رابطة تعاون ولا رابطة رعاية ولا حتى رابطة شراكة، إنّها رابطة تبعية وزير الثقافة فيها هو بحكم التابع الى المتبوع الأخت مارانا سعد لا لشيءٍ الاّ لأنها في كل ما تسعى اليه تستلهم المسيح وتمضي على هديه فتبث فينا جميعاً وفي هذا الوطن المحبة والخير والصلاح والأمل على نحو يجعلك وأنت من أنت تسعى سعياً لأن تكون جندياً تابعاً لها في هذه المعركة التي تخوضها ضدّ شيطان الحقد واليأس والشرذمة والتقوقع”.

وختم: “أيـنَ الثَـقافَةُ هَل جَفَّتْ مَـنَابِعُها أيـنَ النُـهى نُورُه ضاءَت بِهِ الدُوَلُ. ​لا، لا، لبنان نبع ثقافةٍ لا يجف، ومعينُ أملٍ لا ينضب. مباركٌ لكم نشاطكم، عاشت الفيلوكاليا، عاشت الثقافة، عشتم وعاش لبنان”.

وكانت كلمات لكل من سعد ، خليفة ، روحانا وانطوان خليفة ركزت على اهمية تنظيم هذه الفعالية الثقافية الراقية.