كريم حسامي
عدد كبير من الرأي العام ينتظر رحيل رئيس الجمهورية ميشال عون ليرتاح من هذه الحقبة الكارثية في حق لبنان، بسبب الاصطفافات الطائفية والسياسية والقسم الاكبر من الناس بسبب الانهيار الكبير الذي شهده البلد خلال ولاية عون.
هذا المنطق مفهوم لان الانهيار بدّل كل المفاهيم وبالتالي أصبحت اكثرية الشعب تكره سماع أي شيء عن رئيس الجمهورية بسبب تبشيره اللينانيين بأن لبنان ذاهب الى الجحيم عندما يُرفع الدعم عن المواد الاساسية وهذا الخطاب من قصر بعبدا لن ينساه أي لبناني.
لذلك، يشعر الرأي العام بالارتياح لاقتراب موعد رحيل عون، باستثناء العونيين، ويعتقد معظمهم ان الاوضاع في البلد ستتحسن بعد رحيله لكن هذا غير صحيح. علّمتنا التجارب السياسية والجيوسياسية في الشرق الاوسط وحول العالم ان مسار الاحداث لا يرتبط بالرؤساء الذي يأتون ويذهبون لكن بالاجندة الكبيرة التي تسير من دون تعديل مع تغيير الرؤساء والممالك.
رحيل عون سيؤدي الى تدهور اضافي في الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وتدهور خطير بعشر أضعاف على كل المستويات مثلما نرى ان اقتحام المصارف بدأ قبل رحيل رئيس الجمهورية وسيستمر بعد رحيله والدولار سيستمر في الارتفاع والتضخم سيرتفع أكثر مع بلوغ معدل جديد من اللبنانيين مرحلة الفقر المدقع لتدني رواتبهم بنحو مخيف لا يسمح لهم بالعيش بالحد الادنى.
توازيا، ستنتقل ظاهرة اقتحام المصارف الى الدول الاوروبية والى الولايات المتحدة، خصوصا بعدما بدات المظاهرات ضد ارتفاع اسعار الطاقة في عدد من الدول الاوروبية وفي أميركا واختيار السكان بين التدفئة والطعام من اجل توفير اكبر قدر من المصاريف.
الى ذلك، كتبت صحيفة “واشنطن بوست” أن الأوروبيين مع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد يأسهم، ويرصد في عدد من المناطق نقص في الحطب وعمليات نهب له
وقالت الصحيفة في مقالة بالخصوص: “يتخلى السكان الذين يعانون من ضائقة مالية في المملكة المتحدة عن حيواناتهم الأليفة، وتحذر المدارس من أنه نتيجة لارتفاع أسعار الكهرباء لم يعد بإمكانها شراء كتب مدرسية جديدة. وفي بولندا يدرس المسؤولون بالفعل إمكانية توزيع أقنعة أدخنة قابلة لإعادة الاستخدام، حيث من المحتمل أن يضطر البولنديون إلى حرق القمامة في فصل الشتاء للتدفئة”.
وفي العديد من البلدان الأوروبية، تقول الصحيفة، يُلاحظ بالفعل نقص وارتفاع سريع في أسعار “وقود الملاذ الأخير” الذي هو الحطب. وفي ذات الوقت، تُسرق جذوع الأشجار مباشرة من ظهر الشاحنات، وتظهر مواقع مزيفة على الويب، يبيع المحتالون من خلالها حطبا لا وجود له.
والجدير بالذكر ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعلن التعبئة الجزئية ما يجبر الشباب على الالتحاق بالجيش الروسي ويمنعهم من مغادرة البلاد، ما يؤشر الى الانتقال الى المرحلة الاكثر خطورة في الحرب الاوكرانية التي تتوسّع رويدا رويدا نحو حرب روسية مباشرة مع “الناتو” وأميركا وازدياد احتمال الحرب النووية.