منتدى التنوع الحيوي في يومه الثالث ناقش مراقبة وإدارة الأنواع في المناطق البرية

منتدى التنوع الحيوي في يومه الثالث ناقش مراقبة وإدارة الأنواع في المناطق البرية

أكدت سعادة هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة أن الهيئة تحقق نجاحات نوعية في قيادة الجهود الرامية لحماية الكائنات الحية من الانقراض في المنطقة، حيث أسهمت بدور محوري في إطلاق قاعدة بيانات متكاملة للقوائم الحمراء المهددة بالانقراض، فضلاً عن إعداد وإصدار الدراسات والمسوحات الشاملة في بيئات شبه الجزيرة العربية، ومعرفة أنواع الكائنات الحية التي شارفت على الانقراض ووضع الحلول المناسبة للحد من ذلك.

جاء ذلك، مع تواصل أعمال وجلسات منتدى الشارقة الدولي لصون التنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، والذي تنظمه الهيئة في سفاري الشارقة خلال الفترة 6 إلى 9 فبراير الحالي، وبمشاركة أكثر من 120 باحثًا وخبيرًا من مختلف دول العالم.

 

أهداف مستدامة ومشتركة

وأردفت السويدي: إن استمرار انعقاد المنتدى وإنجازه 22 نسخة يؤكد نجاح الأهداف والغايات المرجوة منه على صعيد الاستدامة والمحافظة على البيئة وتنوعها الحيوي بما فيها من حيوانات ونباتات، وهي أهداف تتسم ببعدها المشترك ما بين الدولي والحكومي والمؤسسي، لافتة إلى أن النسخة الحالية تتميز بموضوعاتها المهمة جدًا في مجال علم الوراثة وتطبيقاته.

وأوضحت أننا نطمح من خلال جلسات وورش المنتدى لمعرفة المزيد من المعلومات والنتائج التي تم التوصل لها فيما يتعلق بالكائنات البرية، والكائنات الحية التي تم إكثارها في الأسر، بالإضافة إلى مطابقة الجينات والحمض النووي لها ومعرفة الأمراض التي تعتريها وكيفية المحافظة على هذه الحيوانات وإكثارها في الأسر بطريقة طبيعية.

ولفتت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إلى أن المنتدى يسير بجدية وعمق أغوار التغيرات المناخية التي يشهدها العالم حاليًا وأثرها على مختلف أنواع الحياة فيه، إلى جانب مناقشة ظاهرة نقص الموارد الطبيعية بالتزامن مع زحف المدن على بيئات الكائنات الحية وهو ما يتسبب في انحصار المناطق الطبيعية وبصورة تدريجية أمام التوسع العمراني والصناعي، منوهة بأن المتابعين يلاحظون أن الكائنات الحية في بعض مناطق العالم بدأت تهاجر إلى مناطق أبعد عن المناطق المعهودة، وهو ما يدفعنا من خلال هذا المنتدى إلى تكثيف النقاش وتبادل الآراء والتجارب لوضع الحلول المناسبة ورسم معالم التوجهات والتطلعات المستقبلية أمام هذه التغيرات، والعمل على استصدار القوانين والتشريعات المناسبة من خلال وضع المحميات الطبيعية في مناطق معينة وحماية الكائنات الحية بكافة أنواعها.

 

البحث العلمي يعزز برامج صون التنوع الحيوي

ومن جهته، أعرب الدكتور هاني تطواني، مدير عام صندوق النمر العربي عن سعادته بالموضوعات والمحاور التي تتضمنها أجندة المنتدى في نسخته الحالية، مشيراً إلى أن علم الوراثة وتطبيقاته موضوع مستجد على مستوى العالم، ويشكل عنصرًا جوهريًا تستند إليه برامج التخطيط لحماية وصون التنوع الحيوي لاعتماده على نتائج الدراسات الوراثية وبشكل علمي دقيق، الأمر الذي يعزز من نجاح خطط واستراتيجيات العمل المستقبلي في هذا الجانب، ولا سيما مع توفر التقنيات العالمية وسهولة استخدامها وانخفاض تكاليفها.

وشدد الدكتور هاني تطواني على ضرورة بناء القدرات الوطنية لمعالجة المشكلات البيئية المحلية وبالاستفادة من الخبرات العالمية في إجراء الدراسات واتخاذ القرارات المناسبة في تنفيذ برامج الحماية.

 

مراقبة وإدارة الأنواع في المناطق البرية

واستعرضت جلسات وورش العمل في اليوم الثالث من أجندة المنتدى موضوع مراقبة وإدارة الأنواع في المناطق البرية، حيث تحدث الدكتور أليكس بول في ورقته حول دعم مراقبة الحيوانات والنباتات في هذه المناطق سواء في الحالة الراهنة أو في المستقبل.

ومن جامعة الإمارات العربية المتحدة، ناقش الدكتور آدا ناتولي دور علم الوراثة  المطبق للمحافظة على المجموعات البرية من خلال تجربة (ويلز والدلافين)، فيما استعرضت الدكتورة كريستين بريتينموسر نتائج عدد من دراسات الحالة المطبقة في سويسرا بهدف إعادة تقديم ومراقبة الحياة البرية هناك.

وتحدث الدكتور لويك ليسويري الباحث في رينيكو لاستشارات الحياة البرية حول موضوع التدبير الجيني للحبارى في الجزيرة العربية، واختتمت أعمال اليوم الثالث من المنتدى بجلسة خصصت لمناقشة دور التمثيل الغذائي للحمض النووي في الاستعادة البيئية، شارك فيها كل من السيدة ريا كحالة، الأستاذة والباحثة في مجال حماية التنوع البيولوجي في جامعة القدّيس يوسف، وفالكون جينومكس، والدكتور ستيفان بواسينوت من جامعة نيويورك بأبوظبي.

 

بيئات سفاري الشارقة تبهر المشاركين

في ختام اليوم الثالث للمنتدى حظي المشاركون بجولة في كافة أرجاء سفاري الشارقة، حيث أبدوا إعجابهم الكبير بتنوع وثراء بيئاتها البالغ عددها 12 بيئة مختلفة، وأعربوا عن انبهارهم عن فكرة استلهام هذه البيئات من صميم طبيعة أرجاء القارة السمراء، بما فيها من حياة وتضاريس وحيوانات وطيور تعيش فيها.

 

* المصدر: “ايتوس واير”