في تجربة تنفذ لأول مرة على مستوى العالم الحكومة البريطانية تتوسع في تطبيق سياسة الحد من ضرر التبغ بتشجيع التحول للمنتجات البديلة تزويد مليون مدخن للسجائر بحزمة من السجائر الإلكترونية لتحفيزهم على التحول إلى البدائل

في تجربة تنفذ لأول مرة على مستوى العالم الحكومة البريطانية تتوسع في تطبيق سياسة الحد من ضرر التبغ بتشجيع التحول للمنتجات البديلة تزويد مليون مدخن للسجائر بحزمة من السجائر الإلكترونية لتحفيزهم على التحول إلى البدائل

أمام إشكالية الرغبة بالتوقف عن التدخين وعدم القدرة على ذلك من خلال الأساليب التقليدية، لم تقف الحكومة البريطانية مكتوفة اليدين للتشجيع على السير باتجاه التوقف، بالرغم من كل ما حققته من نتائج إيجابية عبر تطبيقها منذ سنوات لسياسة الحد من ضرر التبغ التي أثبتت فعاليتها بتخفيض أعداد المدخنين بنسبة لا يستهان بها.

مبادرة أطلت بها الحكومة البريطانية على العالم لتقود تجربة هي الأولى من نوعها، إثر نجاحها على مدار العقد الماضي بتسجيل أرقام مبشرة. هذه المبادرة تمثلت في إقرار حزمة جديدة من الإجراءات المحفزة على التحول للمنتجات البديلة وجعل السجائر التقليدية شيئاً من الماضي، من أهمها تزويد مليون مدخن للسجائر في إنجلترا بمجموعة من أدوات التدخين الإلكتروني، بواقع 1 من كل 5 مدخنين سيحصلون على هذه المجموعة، مع عزم على تطبيق مبادرة “التحول من أجل التوقف والإقلاع النهائي” على نطاق واسع خلال العامين القادمين لتخفيف العبء الذي تتحمله هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية NHS لاستيعاب التحديات المرتبطة بالتدخين التقليدي.

وفي إطار مبادرتها، بينت الحكومة البريطانية على لسان وزير صحتها، نيل أوبراين، بأن هذا المخطط سيتم تنفيذه ومراقبة سيره تحت إشرافها، في الوقت الذي ستنفذ فيه حملة تستهدف عبرها منع البيع غير القانوني للمنتجات البديلة العاملة بتقنية التبخير “Vape” لمن هم دون سن الثامنة عشرة.

وتعبر الحكومة البريطانية ووزارة الصحة لديها عبر هذه المبادرة والمخطط عن التزامهما الشديد بالوصول لبلد خالٍ من التدخين بحلول عام 2030؛ إذ تعد مبادرتها جزءاً من هدفها المتماشي مع أهداف حملات هيئة الصحة العامة ومنظمة ASH المناهضة للتدخين، والرامي لتقليل نسبة المدخنين إلى 5% أو أقل من السكان عن النسبة الحالية البالغة 13%، والتي تعد الأدنى على الإطلاق عما هي عليه في أنحاء العالم، مع تقديم حوافز مالية للنساء الحوامل المقلعات عن التدخين بقيمة تبلغ 400 جنيه إسترليني، فضلاً عن تقديم الدعم السلوكي للمساعدة على الإقلاع عن التدخين لدى الفئات المستهدفة ضمن المبادرة، والتي سيكون للحكومات المحلية الحرية بتحديدها.

وتأتي هذه المبادرة المفاجأة في الوقت الذي يحاول فيه مليون بريطاني الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية كجزء من قرارهم للعام 2023، وفقاً لما صدر عن مركز الاقتصاد وأبحاث الأعمال (Cebr) في تقرير حول “تقييم الأثر الاقتصادي لصناعة السجائر الإلكترونية”، كما أنها تأتي لتعزيز نسب التحول بالنظر إلى أن تدخين التبغ التقليدي لا يزال السبب الرئيس للأمراض والوفيات المرتبطة به، والتي يمكن الحد أو الوقاية منها؛ ذلك أن ما يصل إلى 2 من كل 3 مدخنين يموتون بسبب التدخين التقليدي على المدى البعيد.

وتشير التوقعات بحسب وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في المملكة المتحدة، لانخفاض إلى النصف في نسب الإصابة بالأمراض المرتبطة بالتدخين جراء تطبيق هذه المبادرة، كالإصابة بالذبحات الصدرية والنوبات القلبية لدى مستخدمي مجموعة أدوات التدخين الإلكتروني، ممن يتحولون معها عن التدخين التقليدي، وذلك إثر عام واحد من التحول.

وفي تصريح له حول هذه المبادرة، قال وزير الصحة أوبراين: “السجائر التقليدية هي المنتج الوحيد المعروض للبيع الذي يقتل مستهلكه. سنقدم عبر مبادرتنا لمليون مدخن وسائل مساعدة جديدة للإقلاع عن التدخين والحفاظ على صحتهم. وفي هذا السياق، سنمول تنفيذ حملة وطنية هي الأولى من نوعها تحت شعار “التحول من أجل التوقف والإقلاع النهائي”، وذلك بالتعاون مع مجالس الصحة والجهات المعنية لتوفير المنتجات البديلة وأدوات التدخين الإلكتروني المجانية لمليون مدخن بالغ عبر أنحاء إنجلترا.”

ويشار إلى أن المنتجات البديلة بما فيها السجائر الإلكترونية ومنتجات التبغ النسخن تعد الوسيلة الأكثر فعالية في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن استهلاك السجائر التقليدية بالدليل العلمي والمثبت، بما يتجاوز أثر منتجات النيكوتين كاللصقات والعلكة، وذلك حسب مراجعة أجرتها شركةCochrane  التي تعتبر شبكة عالمية مستقلة ومؤلفة من نخبة من الباحثين والمهنيين ومقدمي الرعاية والأشخاص المهتمين بالصحة.