تعد العلاقات الاجتماعية من أهم العوامل الإيجابية التي تدخل في تفاعلات الفرد مع محيطه، ومن منطلق هذه العلاقات، تبتدئ أهمية التعاون المجتمعي على مستوى الأسرة بادئ الأمر، ومن ثم تتسع الدائرة لتشمل الحي فالمنطقة فالمدينة وسائر الدولة، هي روابط اجتماعية غاية في الأهمية، وتأتي أهميتها في الحفاظ على التوازن البنيوي الذي يصب مباشرة في الحالة النفسية للفرد، فكيف إذا وقع المجتمع تحت براثن المتربصين بتدمير البنى المجتمعية قاطبة، لتحقيق غايات وصفقات تحت بند السياسة، يذهب ضحيتها الألوف من البشر وتتهدم البنى التحتية التي تؤمن حياة الأسر، وهذا ما حدث في وطني سورية، حيث تكالبت جموع الإرهاب، وبدأت حربا استمرت لمدة اثنا عشر عاما، وما زالت في مناطق الشمال الشرقي والغربي من سورية، أنهكت فيها الأفراد بكل ما في المعنى من قسوة الحرب، قتل، تدمير، تهجير، سلب، تعذيب، وكل ما ذكرت، وهو القليل مما حدث في وطني، والتي تشكل عوامل مدمرة للنفس البشرية في توليد الرعب والقلق و الرهاب والخوف والتوتر والضغط، وكل ما يؤدي إلى حالات نفسية مضطربة، لتأتي كارثة الزلزال وتضيف بعدا آخر من العوامل المرعبة للإنسان، فتهتز أركان المسكن الدافئ للأسرة والذي يضم أفراد الأسرة، حيث أظهرت الأبحاث أن الناجين من الكوارث، سواء التي حدثت بفعل الإنسان، أو الكوارث الطبيعية، يعانون من آثار جسيمة تستمر لشهور وسنوات، حيث قد لا تتوفر الخدمات الصحية النفسية، مثل الدعم النفسي بعد الكارثة وخاصة التي تؤثر على الأطفال ونموهم، وتسبب اضطرابات نفسية مَرضية، حيث يعتبر الأطفال الأ كثر هشاشة عن سواهم، فالصدمة يعيشها كل إنسان، وبالتالي تؤدي إلى ضغوط نفسية، ناهيك عن الإصابات الخطرة التي قد تصيبهم نتيجة الكوارث، ومن هنا يجب البحث عن العناصر التي تخفف من آثار الصدمات التي يتلقاها الفرد، بتقديم الدعم والإغاثات الإنسانية، والتدخل لإزالة أثار الكوارث، عبر تضافر جميع المؤسسات المجتمعية الفردية منها والعامة، لتحقيق أدنى متطلبات الخروج من الكارثة، التي قد تصبح بحد ذاتها كارثة تضاف إلى الكوارث المفتعلة أو الطبيعية التي ألمت بمجتمع ما.