زيارة البطريرك الى الجبل… مصالحة، ضد مصارحة او مواربة

زيارة البطريرك الى الجبل… مصالحة، ضد مصارحة او مواربة

بقلم سلمان عبدالخالق

بقاء في الماضي رسالة للمستقبل…

من غير الممكن إلا الترحيب بهذا الضيف وهذه الزيارة السياسية ، وهذا الاستقبال من شيخ عقلٍ يُتقن حسن الضيافة واللباقة … وأتخَمَنا .

أما وأن تتحول هذه المصالحة لصمام أمان لوطنٍ ترنح عن جواده وهوى وعلى مرأى من صاحب النيافة والسماحة والزعامة ، وكل ذلك بمخافة ومهابة ولطافة ، فإننا نقول ماذا بقي من لبنان ؟ غير الزوال والمجاعة ودفع اللبنانيين إلى الهجرة وبالله عليكم كل هذه الفصاحة والبلاغة ، أين تُصرَف بضِل العوز والفقر والمجاعة ؟

وطن يُحتَضَر ويلفظ أنفاسه الأخيرة أمام مسؤولين عن وقعته ، ولا زال الخطاب للمجهول متوسلاً ، ولا زال الكل يتكلم بلغة الغائب ليُخفي عَورَتهِ ، ظناً منهم أن الإنكار سيجعل من طائر الفينيق يُحلِّق من جديد .

كنا نأمل منكم ومن جديد ألا يلعبوا رجال الدين وعلى هذا المستوى دور ورقة التين ، ليست مُصِحَّة لمقامكم لا ورقة التين ولا العَورة التي تُغَطونها .

كنا نأمل منكم ولو مرة واحدة أن تخاطبوا وتحاكوا المستقبل بالمسائلة والمحاسبة وبالوعظ على الاقل لسياسيين أمعنوا وفعلوا وأرهقوا الوطن وأسقطوه ، وشردوا المواطنين لأصقاع الدنيا البعيدة ، لا أن تغازلوا وتمدحوا وتُوَّصِفوا وتُغالوا أينما حللتم وكيفما زاروكم .

كنا نأمل منكم أن تنطقوا بالحق وأنتم من يفترض أنكم مؤتمنين عليه ، وإذ بنا نرى أن المُتنبي بُعِثَ من جديد ،

نقول لكم وبعد أن يأسنا مما تتكلمون ، وأننا رأينا بالامس كلكن يعني كلكن مسؤولين عما ارتُكِب بالوطن وما وصلت الامور اليه ( إما بالفساد او بالمحاصصة او بالتغاضي والصمت ) ، فإننا أصبحنا على يقين بأن تحالف رجال السياسة مع رجال الدين هما عِلَّة هذا الوطن ، وأن لا خلاص سوى بفصل الدين عن الدولة ، و بالمحاسبة والاقتصاص ، وإذا لم نستطع فندعو مجددا ونتضرع لله لقضاء أمر ، ونقول لنيافته وسماحته وزعامته ، أن بعد تلك الزيارة المرموقة وفعلاً خير الجبل هو خير للبنان ،
أن لمسنا الخير عمَّ بيوت الجبل بالامس من مأكل وملبس وصحة ومدارس ومازوت ومياه ….. ، وفاض تلك الخير ليُلامس الشواطئ اللبنانية كافة من الناقورة للعريضة وصولاً للبقاع ، فالتشديقات والمديح كانت كفيلة بذلك
وإننا في هذا التاريخ المجيد سمعنا شعرا رائعا لا يُسمِن ولا يُغني ، ونأمل من نيافتكم وسماحتكم وزعامتكم ألا تنسوا تاريخ هذه المصالحة المجيدة وبنفس التاريخ من كل عام، لأننا نحتاج لكل تلك الترهات والأحلام والمواربة التي أتحفتونا بها.

وأصبحنا نشكر الله على ارسالكم لنا كقديسين مُرتقبين غير شَاكِّين بذلك ، لأن الزيت الذي يرشح منكم يُكفي ويُغني ويُزيد ، ويا ويلنا من بعدكم .

والسلام…