حسن صعب المنارة الفكرية : أراد لبنان وطناً عربياً حراً سيداً مستقلاً

حسن صعب المنارة الفكرية : أراد لبنان وطناً عربياً حراً سيداً مستقلاً

كتب المنسق الإعلامي لمؤسسة حسن صعب للدراسات والأبحاث، الزميل محمد ع.درويش بيانا بمناسبة الذكرى ال 101 لولادة د.حسن صعب وجاء فيه:
عرفاناً من المجتمع بقيمة هذا الرجل الذي كان ثورة جامحة على الباطل والظلم والاستعمار والاقطاعية والطبقية، ومطالباً بالعدالة والمساواة بين جميع الناس.
كما كان يدعو الى صناعة تاريخ جديد وإنسان جديد ودولة جديدة وروح انمائية جديدة.
حسن صعب المنارة الفكرية، أراد لبنان وطناً عربياً حراً سيداً مستقلاً، يحيا أبناؤه حياة كريمة لائقة، ومن هنا، كان تأسيسه
للجمعية اللبنانية للعلوم السياسية وندوة الدراسات الإنمائية.
اما حياته فغنية بالعطاء، حتى تخال صاحبها عاش عدة قرون،
كان يؤمن بأن للعقل العربي دوراً يجب ان يلعبه في الحضارة الإنسانية. وأن الشعب الذي أفرز يوماً ابن خلدون وابن رشد وسواهم قادر ان يلعب الدور الرائد في العالم من جديد. وكان يعتقد ان التواصل الحضاري بين الامم هو الطريق الى المستقبل، وطريق العرب بشكل خاص. وفي هذا المجال قدم كتابه الرائد “تحديث العقل العربي”.
بداية وجه الزميل محمد درويش تحيته الى معلمه الدكتور حسن صعب، تحية الأجيال، تحيةَ لبنان الحضارة، فهو مَن علّمَ أن لبنان هو الملتقى الفريد للمسيحيّة والإسلام، وأن لبنان وطنُ العقل لا وطنُ العنف، ورفع أمامَنا شعاره الدائم : “إنماء الإنسان، كلِّ إنسان وكل الإنسان”.
حسن صعب رجل فكر حارب الجهل فصرعه ونشر المعرفة بين جيل وجيل أشرعة وعي وتيقظ وضياء.
كان حسن صعب رجلاً عقلانياً في زمن التعصب والجهل وكان رجل محبة في زمن الحقد والاقتتال وكان رجل النقاش الهادىء في زمن فرض الافكار بقوة السلاح .
لقد أدرك حسن صعب أن رجال الفكر كأصحاب الرسالات مدعوون دائماً إلى إبداء الرأي الصحيح والعمل على التغير وقلب الموازين الوطنية والتاريخية والاجتماعية حتى لو تعرضوا للموت من أجل إبلاغ رسالتهم الصادقة.
ولفت صعب الى أنه في ضوء فهمه لجدية الترابط بين الهوية اللبنانية والهوية العربية، أكد أهمية تواصل الإسلام والمسيحية في نشأة لبنان الوطن الفريد، كما قال، الوطن القدوة… المصغر الإبداعي للوحدة من التنوع، في التمدن العربي، والتحضر الإنساني. وكل ذلك ضمن بنائه الفكري الكبير بعنوانه: “الإسلام وتحديات العصر”.
وفي ضوئها أيضاً، حض صعب اللبنانيين على الإجماع على أن الهوية العربية، كما قال، هويتنا الذاتية الاختيارية، وعلى أن الثقافة العربية المنفتحة على باقي الثقافات الإنسانية انفتاحاً إبداعياً هي ثقافتنا الذاتية الاصيلة. وحذر ايضاً من الخطر الصهيوني على لبنان والمنطقة العربية برمتها وعلى مستقبل العلاقات الإسلامية المسيحية التي ان أصيبت في لبنان بالذات ستنعكس آثار اصابتها في كل أنحاء العالم.
وختم الزميل درويش قائلا نتمنى  أن “يتجاوز لبنان مرحلة القلق والفراغ في سدة الرئاسة الأولى”.
وأدان الزميل محمد ع.درويش بإسم “مؤسسة حسن صعب للدراسات والابحاث” الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة واعتبرها “حرب إبادة منظمة “ضد الشعب الفلسطيني.
ودعا العرب والمجتمع الدولي إلى التحرك لوقفها.
كما قدم “خالص العزاء وصادق المواساة فى شهداء فلسطين الأبية الذين نالوا الشهادة فى سبيل الدفاع عن وطنهم .
كما وادان “الاعتداء الإسرائيلي على طاقم رويترز الذي نتج عنه استشهاد المصور عصام عبد الله وإصابة بقية أفراد الطاقم، جريمة لا يكفي إدانتها واستنكارها بأشد عبارات الاستنكار، بل يجب محاسبة من قام بها. الرحمة للشهيد عصام عبد الله والعزاء لعائلته والجسم الإعلامي عموما، والشفاء العاجل للجرحى”.
وامل ان ينعم وطننا بمزيد من الأمن والاستقرار، وان يتحقق التلاقي بين جميع أبنائه، لما فيه المصلحة الوطنية اللبنانية العليا، وأن يعم الأمن والاستقرار الوطن العربي بأكمله.
* ولد حسن صعب في مثل هذا اليوم 15-10-1922، بمدينة بيروت، ورحل عن عالمنا في 25-7-1990 عن عمر ناهز ال 68 عاما.