” ليلي الهمامي ” تشارك بمراسم الملتقى العربي لشعر المقاومة في نسخته الأولي
متابعة – علاء حمدي
شاركت الدكتورة ليلي الهمامي- الخبيرة السياسية التونسية واستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن ، بمراسم الملتقي العربي لشعر المقاومة تضامنا ومساندة للقضية الفلسطينية والذي اقيم تحت اشراف وزارة الشؤون الثقافية حيث تنظّم المنظمة العالمية للسلام والتنمية والثقافة وفرعها بولاية نابل بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بأريانة وجمعية أحبّاء المكتبة والكتاب بمنزل تميم والمكتبة العمومية “الشيخ معاوية التميمي”بمنزل تميم ودار الثقافة”نور الدين صمود”بقليبية ودار الثقافة “أبو القاسم الشابي”بالمنيهلة وجمعية مبدعي دار الثقافة بالمنيهلة وبادارة الشاعر عادل الهمامي يومي 19 و20 أكتوبر الجاري وتحت شعار”بالشعر نقاوم”فعاليات الدورة الاولى لـ”الملتقى العربي لشعر المقاومة”.
وألقت الدكتورة ليلى الهمامي مداخلة حول شعر المقاومة مؤكدة أن المقاومة تعتبر مشروع حضاري أصيل لا يستطيع أحد مهما كان سلطانه وجبروته الوقوف أمام سيل هادر من إرادة شعب أو أمة ليمنعهم من تحقيق أهدافهم المشروعة والتي تكفلها شرائع السماء ومواثيق الأرض بكل أنواعها ومشاربها. ومن هنا إستمدت المقاومة الفلسطينية شرعيتها الكونية وذلك بتعاطف كل شعوب الأرض معها. وفي هذا المجال تبرز أهمية ودور الشعر المقاوم كشعر رسالي أحد أهم أهدافه العمل على إستمراية شحن الحس المقاوم ليس فقط في شرايين الشعب صاحب القضية بل وأكثر من ذلك في إتجاه نحو دائرة “العالمية” بل وإن شئت “دائرة الكونية”. وانجبت الدولة الفلسطينية الكثير من المبدعين سواء فى المجال الأدبى أو الفنى، لنرى عظماء من صلب المعاناة، وخلال العقود الماضية سطع نجم العديد من الشعراء الذين اتخذوا من الشعر وسيلة للتعبيرعن قضيتهم وإيصال صوتهم للعالم أجمع، فتمكنوا من خلال قصائدهم تحدى الحصار والأسلوب الخاشم الذى فرض على الشعب الفلسطيني .
واشارت ” ليلي الهمامي ” الي أهم أنماط الأدب المعاصر والذي ساهمت القضية الفلسطينية في إبرازه للقارئ العربي هو الشعر الذي أطلق عليه “شعر المقاومة”. وهو الشعر الذي تسلل إلى القارئ العربي عبر العديد من النوافذ التي كانت متاحة في عقود الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي. وقد كان لشعراء فلسطين من أمثال محمود درويش وسميح القاسم وهارون هاشم رشيد وفدوى طوقان والعديد غيرهم قصب السبق في تأسيس هذا النوع الجديد من “القصيد”. ويمكننا تعريف شعر المقاومة بأنه تلك الحالة التي يعبر فيها الشاعر وبعمق وأصالة عن ذاته الواعية لهويتها الثقافية والمتطلعة إلى حريتها الحقيقية في مواجهة المعتدي في أي صورة من صوره، منطلقا من موروثه الحضاري وقيمه المجتمعية العليا التي يود الحياة في ظلها والعيش من أجلها.
وقالت ” ليلي الهمامي ” أنه حظي الشعر المقاوم باهتمام العديد من دور النشر العالمية وبلغات متعددة، وكان الشاعر الفلسطيني الرائد محمود درويش من بين أؤلئك الذين تمت ترجمة العديد من أعماله الى لغات مختلفة. ودرويش نفسه يقول لقد حظيت بعض أعمالي بالترجمة بأكثر مما تستحق في بعض اللغات بينما لاقت أقل مما تستحق في لغات أخرى. ولعل جزأ هاما من “رسالية” الشاعر الفلسطيني هو تعميق وتجذير “الإنتماء المقاومي” في ذات المواطن الفلسطيني والعربي والوصول به الى حالة الاحساس الدائم ب”وجودية” المقاومة على الأرض أو حتى تحت الأرض. ومن هنا كان الكلمات المشهورة عن موشيه ديان بعد حرب 1967 وهو يعلن بكل وضوح أن قصيدة يكتبها “شاعر مقاوم” تعادل عنده عشرين “فدائيا”. بينما يقول محمود درويش بأنه قد تلقى تهديدا بعدم قرض الشعر أو إلقائه عندما ألقى أول قصيدة له في المدرسة. و”الشعر المقاوم” هو الذي يستنهض الأمة من سباتها ويوقظها من نومها العميق، ويعمل على تحريك المشاعر والأحاسيس وهي مخرجات لا تتأتى إلا بوجود عوامل تحفيز كالاحتلال والغزو والاضطهاد الذي تتعرض له الدول والشعوب.
وانطلقت فعاليات الملتقى في اطار مساندة المقاومة الفلسطينية حيث تم تخصيص دورته الاولى للشاعر محمود درويش وقد افتتح هذا الملتقى أمس 19 أكتوبر الجاري من دار الثقافة “أبو القاسم الشابي” بالمنيهلة بتحية العلم على أنغام النشيدين الوطنيين التونسي والفلسطيني فكلمات الافتتاح الرسمي من قبل مدير الملتقى الشاعر والصحفي عادل الهمامي وكلمة المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بأريانة الأستاذة هالة بن سعد وكلمة رئيس المنظمة العالمية للسلام والتنمية والثقافة المستشار أسامة شرف الدين وكلمة المدير النتفيذي للمنظمة الاستاذة رحاب المسعودي ثم كلمة المنسق العام للملتقى الشاعر عز الدين الهمامي.