هل يحتاج الفلسطينيون الى شبيه نبيه بري ؟ _بقلم الدكتور موسى عباس_

هل يحتاج الفلسطينيون الى شبيه نبيه بري ؟    _بقلم الدكتور موسى عباس_

هل يحتاج الفلسطينيون الى شبيه نبيه بري ؟

_بقلم الدكتور موسى عباس_

مما لا شك فيه أن عملية السابع من أكتوبر كانت – على الرغم من جرأتها – قفزة في المجهول ، حيث لم يكن احد يتوقع حصولها او يقدر نتائجها . ومن المؤكد أيضا أنه لم يتوقع احد بحصول الكيان المحتل على هذا القدر من الدعم المفتوح والمتواصل من الولايات المتحدة وباقي الدول الغربية .

انّ هذا الدعم قد كشف القناع عن الدول المدّعية بالحضارة كما اطلق العنان للوحش الكاسر المتعطش للدماء والساعي الى ترميم صورة هيبته التي كُسِرت في السابع من أكتوبر حيث انه لا حدود منطقية او عقلانية او حتى اخلاقية استطاعت ردع الاسرائيلي عن التمادي في اجرامه ووحشيته .

وبعد ٤٢ يوماً على المجزرة المتواصلة والمذبحة النازفة التي تهدف اسرائيل منها الى تصفية القضية الفلسطينية عبر قتل ما يزيد عن ١٢ الف شهيداً و٣٥ الف جريحاً وتهجير اكثر من نصف مليون بشري .

وبعد الصمود الاسطوري لفصائل المقاومة حيث – لغاية تاريخه – لا تزال الصواريخ تطال تل أبيب والعمليات الموجعة تصيب في مقتل قوات الاحتلال .

وحيث لم تنجح اسرائيل في تحقيق اي من اهدافها المعلنة كتحرير الرهائن وتصفية حماس ، وحيث ان الحديث عن وقف للنار ممنوع اميركيا قبل الاسرائيلي بل مجرد مباحثات حول هدن انسانية تخفف من تغوّل الوحش الكاسر .

وبعدما شارفت كل الحلول العسكرية على اثبات عقمها سيبدأ الحديث عن الحلول السياسية عبر المفاوضات .

واذا كانت المقاومة الفلسطينية قد صمدت وأثبتت كفاءة في الميدان، هنا لا بد من التنبيه بل التأكيد على ان للدبلوماسية وادارة المقاومة السياسية رجال من نوع آخر .

فما تحقق في الميدان على الصعيد العسكري او المعنوي قد يضيع في ايماءة راس او جملة ملغومة زُرِعَت في متن بنود الاتفاق .

وهنا اول ما يخطر على البال : هل هناك لدى الفلسطينين شخصٌ ما يشبه الرئيس نبيه بري يعمل على حفظ انجازات المقاومة وصون نتائج صمودها؟

كم يحتاجون الآن الى مقاوم سياسي ودبلوماسي ليتوج النصر … !!!