من سماء الأمم المتحدة إلى سماء العالم: دكتور طلال أبوغزاله والمبادئ الأخلاقية لبناء مستقبل مشرق بقلم: إحسان القاسم

من سماء الأمم المتحدة إلى سماء العالم: دكتور طلال أبوغزاله والمبادئ الأخلاقية لبناء مستقبل مشرق بقلم: إحسان القاسم

من سماء الأمم المتحدة إلى سماء العالم: دكتور طلال أبوغزاله والمبادئ الأخلاقية لبناء مستقبل مشرق

بقلم: إحسان القاسم

في سماء الأمم المتحدة، تلتقي العقول والقلوب لصياغة رؤى تعكس طموحات الإنسانية وأمانيها لبناء عالم أفضل، وهنا نجد ثلاثة أسماء لمعت كنجوم متلألأة، وعلى رأس هؤلاء الدكتور طلال أبوغزاله والذي شغل موقع نائب رئيس الميثاق العالمي للأمم المتحدة برفقة، كوفي عنان، وبان كي مون (2006 – 2016)، ويشكّل معهما رافعة لتحقيق وتعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية عبر العالم.

اليوم عندما ننظر إلى العالم، نلمس حجم التغير والتحول بصورة سريعة جداً في مختلف الجوانب، العولمة والتكنولوجيا والبرمجة التفاعلية، والتواصل الاجتماعي والتي جعلت العالم اليوم أكثر ترابطاً من أي وقت مضى. في هذا السياق، تأتي دور المؤسسات والشركات بأهمية بالغة في تحقيق التنمية المستدامة وحقوق الإنسان، والذي مثلت فيه مجموعة طلال أبوغزاله العالمية الدور الريادي كإحدى الشركات التي تسعى باجتهاد نحو تحقيق هذه الأهداف النبيلة.

الدكتور طلال أبوغزاله، مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية، يعدّ أحد أبرز الدعاة للالتزام بالمبادئ العشرة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة، وهو الذي يرى أن المبادئ العشرة للاتفاق العالمي للأمم المتحدة الأساس الأخلاقي والقانوني الذي يجب على الشركات اعتماده والالتزام به في سياستها وأنشطتها. وعلى رأس كلّ تلك المبادئ دعم واحترام حقوق الإنسان المعترف بها دولياً، والتأكد من كون الشركات ليست متواطئة في انتهاكات حقوق الانسان.

وحين التطرق للعمل نجد أن ثمة عدد من المبادئ المتعلقة بالعمل، حيث يُشجع على حرية تكوين الجمعيات والمفاوضة الجماعية، والقضاء على جميع أشكال العمل القسري والاجباري، وأن تسعى الشركات بكل جدية للقضاء على عمالة الأطفال ومنع أي تمييز فيما يتعلق بالتوظيف وممارسة المهن.

ويرى الدكتور طلال أهمية قصوى باتخاذ الشركات نهجا احترازيا إزاء التحديات البيئية، كيف لا وهو الذي عمل على ملف البيئة والمناخ منذ عام 1996، وكان رئيس لجنة الخبراء المكلفة من أمين عام الأمم المتحدة لصياغة معايير المحاسبة الدولية للمساءلة البيئية، كما يرى ضرورة اتخاذ الشركات مبادرات لتعزيز المسؤولية البيئية وتشجيع تطوير ونشر التقنيات الصديقة للبيئة، باعتبارها جزءا من الاتفاق العالمي على حماية البيئة والالتزام الانساني بالحفاظ على كوكب الأرض.

اما فيما يتعلق بمكافحة الفساد بجميع أشكاله، بما في ذلك الابتزاز والرشوة. يجب على الشركات أن تكون نموذجًا للنزاهة، وأن تعمل بجدية على تحقيق الشفافية ومكافحة الفساد في مختلف المجالات والقطاعات.

عندما ننظر إلى الدكتور طلال أبوغزاله، نجد أنه صاحب مشاركة فعالة في وضع مبادئ الاتفاق العالمي وبشكل يعكس التزامه بقضايا حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. إن وجوده كجزء من هذه الجهود يبرز أهمية دور القادة العالميين في توجيه الشركات والمؤسسات نحو الالتزام بالمعايير الأخلاقية والاجتماعية.

باختصار، مبادئ الاتفاق العالمي للأمم المتحدة تمثل عقدًا اجتماعيًا وأخلاقيًا يجمع بين القادة العالميين والشركات من أجل تحقيق عالم أفضل. إنها تذكير للعالم بضرورة أن نعمل معًا من أجل تعزيز حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة، والمحافظة على البيئة، ومكافحة الفساد. وإذا تلازمنا هذه المبادئ وعملنا بجدية على تنفيذها، فإننا نصنع مستقبلًا أفضل للجميع.