سيادة المطران عطاالله حنا من القدس المحتلة: منذ اليوم الأول للحرب ونحن نناشد بأن تتوقف هذه الحرب.

سيادة المطران عطاالله حنا من القدس المحتلة:  منذ اليوم الأول للحرب ونحن نناشد بأن تتوقف هذه الحرب.

سيادة المطران عطاالله حنا من القدس المحتلة:

منذ اليوم الأول للحرب ونحن نناشد بأن تتوقف هذه الحرب.

إعداد ومتابعة: ربا يوسف شاهين

قال سيادة المطران عطاالله حنا خلال استقباله اليوم وفداً من مجلس الكنائس في استراليا والذين أتوا في زيارة تضامنية مع شعبنا الفلسطيني حيث أطلقوا نداءً بعنوان أوقفوا الحرب وبعد استقبالهم من قبل سيادته في كنيسة القيامة بالقدس القديمة

نرحب بكم في مدينة القدس وخاصة في كنيسة القيامة والتي تعتبر اهم مكان مسيحي في هذا العالم ذلك لان فيها مكان القيامة والانتصار على الموت ومن هذا المكان المقدس نبرق من خلالكم لكل كنائس العالم ولكل شعوب الارض بأننا في هذه البقعة المباركة من العالم نريد ان نحيا بسلام بعيدا عن الحروب والدمار واصوات القنابل والقذائف والالام والاحزان .

وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

إن شعبنا الفلسطيني في هذه الديار يتوق الى الحرية والعدالة والتي في سبيلها ناضل وما زال يناضل وقدم من اجلها التضحيات الجسام ، والعدالة في مفهومنا هي ان يزول الاحتلال لكي ينعم شعبنا بالحرية والاستقلال والعيش بسلام مثل باقي شعوب العالم .

واكد سيادة المطران عطاالله حنا:

ان ما يحدث منذ اكثر من 100 يوم في غزة انما هي جرائم مروعة بحق الانسانية وللاسف الشديد فإن هذه الحرب تحظى بدعم ومؤازرة مباشرة وغير مباشرة من عدد من القيادات السياسية في الغرب ، ولذلك فإننا نطالب الكنائس المسيحية في العالم بضرورة الضغط على القيادات السياسية من اجل ان تكون اكثر عدلا وإنسانية وان يعمل الجميع من اجل وقف هذا العدوان الذي ادى الى كم هائل من الدمار والخراب والالام والاحزان.

وأضاف سيادة المطران عطاالله حنا:

منذ اليوم الأول للحرب ونحن نناشد بأن تتوقف هذه الحرب والتي يدفع فاتورتها المدنيين و الأبرياء وخاصة شريحة الاطفال ، ولقد وصل هذا النداء اليكم والى غيركم من المرجعيات الروحية والحقوقية والإنسانية فشكرا لكم على تلبيتكم لهذا النداء و تبنيكم لهذا الموقف الانساني بامتياز وهو المطالبة بوقف الحرب حقنا للدماء ووقفا للدمار ، فما ذنب اهل غزة الابرياء والمدنيين والاطفال لكي يدفعوا فاتورة هذه السياسيات القذرة و الأطماع الاستعمارية التي تستهدف شعبنا وقضيته العادلة .

وشدد سيادة المطران عطاالله حنا:

ومن هذا المكان المقدس نهتف معاً و سوياً (فلتتوقف الحرب) فورا حقنا للدماء ووقفا للدمار و لتتحقق العدالة في هذا الارض فشعبنا الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى اليوم وهو يتعرض النكبات والنكسات و الحروب في حين أن هذا الشعب يستحق أن يعيش في أوضاع أفضل وفي ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس لكي ينعم هذا الشعب بحرية طال انتظارها ولكي يعيش بأمن وسلام مثل باقي شعوب العالم .

وتابع سيادة المطران عطاالله حنا:

القدس مدينة السلام ، المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ومن واجبنا جميعا أن نحترم خصوصية القدس و فرادتها فهي مدينة تختلف عن أي مدينة أخرى في هذا العالم وهي حاضنة أهم المقدسات المسيحية و الإسلامية وهي العاصمة الروحية والوطنية لشعبنا الفلسطيني كما أنها قبلة الأحرار ولكل أصحاب القيم الإنسانية و الأخلاقية والروحية النبيلة .

وتمنى سيادة المطران عطاالله حنا:

صلوا من أجل مدينة السلام لكي يعود إليها سلامها المغيب ولكي ينعم ابناء فلسطين بسلام حقيقي .

نلتفت الى غزة التي تنزف دما والى الضفة والى كل أبناء شعبنا ونسأل الله بأن يكون بلسماً و قوةً و تعزيةً لكل انسان مكلوم ومظلوم و معذب .

وضع سيادته الوفد في صورة ما تتعرض له مدينة القدس كما واوضح لهم الموقف الكنسي الرسمي من الاحداث الراهنة واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات وفي الختام قدم سيادته للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وجال واياهم داخل القدس القديمة للتعرف على معالمها التاريخية .

وكان سيادته قد قال في رسالته اليوم للشعب الفلسطيني و لأحرار العالم وجميع من يقف إلى جانب القضية الأعدل و الأنبل في التاريخ الإنساني الحديث:

بأننا وبالرغم من كل ألامنا و أحزاننا و معاناتنا إلا أننا لن نفقد الامل والرجاء .

اننا نستمد القوة من قيم إيماننا وتاريخنا وتراثنا في هذه البقعة المباركة من العالم وبالرغم من قتامة الصورة والوضع المأساوي فنحن على يقين بأن كل شر في هذا العالم لا يمكن أن يبقى وأن يستديم ، بل إن كل شر له بداية وله نهاية .

الحرب هي شر مطلق وهذه الحرب يجب ان تتوقف وقد حصدت ارواح الابرياء وادت الى دمار هائل .

.

ما أسهل أن تدمر وأن تخرب ما بني خلال عشرات السنين فأبنية بنيت خلال سنوات عديدة دمرت خلال ثوان ناهيك عن الدماء والالام والاحزان التي حلت بغزة .

أن تدمر هذه مهمة قد تكون سهلة ولكن أن تبني هي مهمة صعبة .

لقد كُتب على الفلسطينيين ان يعيشوا في هذه الاوضاع المأساوية و لسنين طويلة ولكنهم لم ولن يستسلموا للإحباط والقنوط والاستسلام رغما عن كل التحديات والمؤامرات والمشاريع المشبوهة التي يتعرضون لها بهدف تصفية قضيتهم العادلة .

نسأل الله بأن ينير القلوب والعقول والضمائر في هذا العالم لكي يصحوا الحكام في الغرب من كبوتهم و يكتشفوا جسامة الظلم الواقع على شعبنا ليس فقط بسبب الحرب في غزة بل بسبب كل ما يتعرض له شعبنا من مظالم لم تتوقف منذ عام 48 وحتى هذه الساعة.

كنا وما زلنا وسنبقى دعاة حق وعدالة ونصرة لكل انسان مظلوم و مكلوم لا سيما شعبنا الفلسطيني الذي يستحق بأن يعيش في حرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم.

لا نؤمن بالحروب والعنف والقتل بل نؤمن بالحياة وحياة الانسان هي شيء مقدس لأن الله هو الذي خلق هذا الإنسان و حباه بنعمه واسبغ عليه بمواهبه وقد خُلق الانسان لكي يعيش حرا وليس لكي يعيش في ظل الحروب والقتل والصواريخ والموت والاحتلال والاستعمار.

أما آن لشعبنا أن ينعم بحياة أفضل والفلسطينيون يستحقون الحياة الحرة الكريمة والتي في سبيلها قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات الجسام .