حجارة الدومينو الفارغة
شدت رحالها وانطلقت فوق جناحي هواه في رحلتها ولم تنس أن تملأ خزان وقودها من صدى صوته الذي يردد في خلاياها وخباياها “أنتظرك.”
حطت رحالها بين عينيه
تحسست ترددات صوته الرصين.. مررت يدها على كتفه والتقت بشعره الطويل المنسدل على كتفيه…
بحثت طويلا بين كفيه .. إلا أنها لم تتلمس نار اشتياق وولع.
أصبح الفراغ والتواصل بينهما كلعبة الدومينو.. فقط لمطابقة إما النقاط وتسجيلها أو الفراغات الصامتة بقرار عدم مشاركة الرأي، تماما كحجارة الدومينو الفارغة من مضمون الارقام والمليئة بالمعاني الأخرى التي علينا اكتشافها ونحن نلعب مع شريكنا الغامض غموض الفراغ ..
كما في ورقة الامتحان عندما تجيب عن سؤال إملأ الفراغ بالحرف المناسب. لعلها ملأت الفراغات بأدوات النصب اللائقة بالموقف الصامت الذي وصلت إليه بعد طول تفكير ..
وقد تكون أخطأت في اختيارها لحرف النصب المناسب واستعاضت عنه بحرف من حروف الجزم أو النفي.. كل الكلمات الصامتة كان ينقصها التحريكات.. والسكونات.
احيانا يكون عبورنا في منطقة الفراغ بصمتِِ وتروِِ افضل من ملئِه فليست كل الفراغات بحاجة لأن يتم ملؤها.
استعادت دروس الفيزياء والكيمياء…الفراغات بين الجزيئات تحدد شكل المادة وكثافتها .. ومرونتها ولكل مادة خاصيتها التي تميزها..
الا أننا خلقنا جميعا من نفس المادة .. كمية ونوع الطاقة التي نسمح بدخولها أوخروجها هما العاملان المتغيران اللذان يعطيان خصائص متميزة لكل منا…..
أحياناً علينا أن نقف على حافة الفراغ فقط لنفرِّغ ما بداخلنا ومن ثم نعود أدراجنا..
قررت أن تغير شروط اللعبة .. رصفت حجارة الدومينو في خط مستقيم…
هذه المرة تركت مسافات شاسعة بين الحجارة كي تسمح لكل منها بالتحرك باستقلالية فلا تقع على عاتق اي حجر منها مسؤولية الإطاحة بالحجر الآخر دون إثم أو ذنب..
أحياناً علينا أن نقف على حافة الأمل فقط لنتأمل ومن ثم نعود أدراجنا..
احيانا نكون بحاجة لسماع اجراس الكنائس ونداء المؤذنين في الجوامع كي نتذكر أننا لسنا الوحيدين على هذا الكوكب ..
دعونا نتفق أن الأديان أنزلت لا كي تفرقنا وتقوقعنا.. بل لترسم الحياة لا الحروب.
هذه المرة اقتربت من صيوان أذنه وهمست بطاقةِِ حالمِِة … “أنتظرك” ثم عادت والتقت بعينيه….
وقررت ارتياد عينيه يوميا.
أميرة سكر