دولة “الإمارات العربية المتحدة” تظل دائما منارة للعطاء والخير

دولة “الإمارات العربية المتحدة” تظل دائما منارة للعطاء والخير

بقلم د : خالد السلامي
05-09-2024

في عالم اليوم، حيث تتسارع وتيرة الحياة وتزداد التحديات اليومية، يبقى العمل الخيري الشعلة التي تضيء دروب المحتاجين وتنير قلوب العطاء. إن “اليوم الدولي للعمل الخيري”، الذي يُحتفل به سنويًا في الخامس من سبتمبر، ليس مجرد يوم عابر في التقويم، بل هو نداء للإنسانية بأسرها للتفكير في أهمية العطاء والعمل على تحسين حياة الآخرين.
العمل الخيري: لغة الإنسانية المشتركة
منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض، ارتبط مفهوم العمل الخيري بجوهر الإنسانية. إنه ليس مجرد فعل من أفعال الكرم، بل هو التعبير الأسمى عن التعاطف والتعاون بين البشر. في هذا اليوم، نحتفل بأولئك الذين يضعون احتياجات الآخرين فوق احتياجاتهم الشخصية، والذين يبذلون جهودهم ووقتهم ومواردهم لتحسين حياة من حولهم.
قصص تلهم القلب وتُشعل الروح
إن العمل الخيري ليس حكرًا على المنظمات الكبيرة أو الأفراد ذوي الثروات الطائلة. فهناك العديد من القصص الملهمة لأفراد عاديين قرروا أن يحدثوا فرقًا بطرقهم الخاصة. خذ مثلاً قصة الفتاة الصغيرة التي بدأت في جمع الكتب للأطفال المحتاجين في حيها، أو الرجل الذي يكرس وقته لتعليم الأيتام مهارات حياتية تساعدهم على بناء مستقبل أفضل.
التكنولوجيا والعمل الخيري: شراكة من أجل المستقبل
مع التطور التكنولوجي السريع، أصبح العمل الخيري أكثر فاعلية وابتكارًا. من خلال منصات التواصل الاجتماعي، يمكن لأي شخص أن يشارك في حملة لجمع التبرعات من أي مكان في العالم. كما أصبحت التطبيقات والمواقع الإلكترونية وسائل قوية للتوعية والتبرع وتقديم المساعدة. في هذا اليوم، نحتفل بالشراكة بين التكنولوجيا والخير، التي تمكننا من الوصول إلى ملايين الأشخاص وإحداث فرق حقيقي في حياتهم.
دعوة للتغيير: أن تكون خيريًا كل يوم
اليوم الدولي للعمل الخيري هو فرصة للتفكير في الدور الذي يمكن أن يلعبه كل منا في تغيير العالم من حوله. ليس من الضروري أن يكون العمل الخيري كبيرًا أو مكلفًا. قد يكون ابتسامة في وجه غريب، أو مساعدة جار في حاجة، أو تطوعًا في مؤسسة خيرية محلية. المهم هو النية الخالصة والرغبة في إحداث تأثير إيجابي.
دور دولة الإمارات في العمل الخيري
تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا عالميًا في العمل الخيري والإنساني، حيث امتدت أياديها البيضاء إلى كل مكان في العالم، حاملة معها رسائل الأمل والمساعدة والتضامن. منذ تأسيسها، وضعت الإمارات العمل الخيري كأحد الركائز الأساسية في سياستها الوطنية والدولية، مما جعلها في طليعة الدول المانحة والمبادرة إلى إغاثة المحتاجين وتقديم الدعم للمجتمعات الفقيرة.
العمل الخيري: جزء من الهوية الوطنية
منذ قيام الاتحاد، تبنت دولة الإمارات فلسفة إنسانية تستند إلى قيم العطاء والتسامح والمساعدة. وقد تجسد هذا الالتزام في توجيهات القيادة الرشيدة التي وضعت خدمة الإنسان في مقدمة أولوياتها. إن قيم العمل الخيري هي جزء لا يتجزأ من الهوية الإماراتية، وهي تعبر عن الروح الإنسانية التي يحملها كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات.
مبادرات عالمية وإغاثة شاملة
تتمتع دولة الإمارات بسجل حافل من المبادرات الخيرية والإغاثية التي شملت كل قارات العالم. من حملات الإغاثة الطارئة في مناطق النزاعات والكوارث، إلى برامج التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات الفقيرة. إن مبادرات مثل “الهلال الأحمر الإماراتي” و”مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الخيرية والإنسانية” و”مبادرات محمد بن زايد” تعتبر أمثلة ساطعة على التزام الإمارات بالعمل الخيري.
العمل الخيري والتكنولوجيا: الإمارات في الطليعة
تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في استخدام التكنولوجيا لتعزيز العمل الخيري. من خلال منصات التبرعات الإلكترونية والتطبيقات الذكية، أصبحت عمليات جمع التبرعات وتنظيم الحملات الخيرية أكثر فعالية وشفافية. وقد ساهمت هذه التقنيات في زيادة المشاركة المجتمعية في العمل الخيري، وجعلت من السهل على الأفراد تقديم مساهماتهم بكل سهولة ويسر.
دور الإمارات في مكافحة الفقر والأوبئة
تلعب الإمارات دورًا حيويًا في مكافحة الفقر والأوبئة في العديد من الدول النامية. من خلال برامج المساعدات التنموية التي تشمل بناء المدارس والمستشفيات وتوفير المياه النظيفة، إلى الحملات الصحية التي تهدف إلى القضاء على الأمراض المعدية، تواصل الإمارات تقديم الدعم للمجتمعات الأكثر احتياجًا، وتسعى لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة.
العمل الخيري في زمن الأزمات
أظهرت الإمارات دورها القيادي في العمل الخيري خلال الأزمات العالمية، مثل جائحة كوفيد-19، حيث قدمت المساعدات الطبية واللوجستية لأكثر من 100 دولة حول العالم. كما أطلقت حملات تبرع محلية ودولية لدعم الجهود الصحية، وأثبتت مرة أخرى أنها تقف في صف الإنسانية في كل مكان.
خاتمة: الإمارات نموذجًا في العطاء
في ختام هذا اليوم، نتذكر أن العمل الخيري ليس مجرد واجب، بل هو امتياز وفرصة لنكون جزءًا من شيء أكبر. إنه يذكرنا بأهمية التعاطف والكرم ويجعلنا ندرك أن لدينا القدرة على تغيير العالم. في هذا اليوم، وفي كل يوم، دعونا نحتضن الروح الخيرية ونجعل من العطاء جزءًا لا يتجزأ من حياتنا. إن دور دولة الإمارات في العمل الخيري هو قصة نجاح تلهم الكثيرين حول العالم. من خلال رؤية القيادة الحكيمة والتزامها بتعزيز قيم الإنسانية والعطاء، تواصل الإمارات تقديم الدعم والمساعدة لكل محتاج، بغض النظر عن دينه أو جنسيته. إنها نموذج يحتذى به في العمل الخيري والإنساني، ورسالة للعالم بأن الخير يمكن أن يكون لغة مشتركة تجمع البشر في كل مكان.
بهذا، تظل دولة الإمارات العربية المتحدة منارة للعطاء والخير، وتواصل رسم معالم جديدة في عالم العمل الخيري، مما يعزز مكانتها كدولة سباقة في تقديم العون والمساعدة للمحتاجين في كل بقاع الأرض.
“اليوم الدولي للعمل الخيري” هو تذكير جميل بأن الخير لا يعرف حدودًا، وأن كل عمل خيري، مهما كان صغيرًا، يمكن أن يساهم في بناء عالم أفضل وأكثر إنسانية.
المستشار الدكتور خالد السلامي – سفير السلام والنوايا الحسنة وسفير التنمية ورئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة ورئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام وعضو مجلس التطوع الدولي وأفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021 وحاصل على جائزة الشخصيه المؤثره لعام 2023 فئة دعم أصحاب الهمم وحاصل على افضل الشخصيات تأثيرا في الوطن العربي 2023 وعضو اتحاد الوطن العربي الدولي. عضو الامانه العامه للمركز العربي الأوربي لحقوق الإنسان والتعاون الدولي رئيس الهيئه الدوليه لأصحاب الهمم في مؤسسة سفراء البورد الأوروبي.