إنطلاق فعاليات مهرجان طرابلس للأفلام في دروته ال 11 للعام 2024

إنطلاق فعاليات مهرجان طرابلس للأفلام في دروته ال 11 للعام 2024

 

وسط حضور حاشد ضمّ شخصيات رسمية وسينمائية وفنية وثقافية ومحبي السينما، أعلن مهرجان طرابلس للأفلام انطلاق فعاليات دورته الحادية عشرة للعام 2024 والتي تستمر حتى مساء الأربعاء 25 أيلول في مركز العزم الثقافي – بيت الفن – الميناء وأماكن أخرى من طرابلس.

ملقي

بداية رحبت عريفة الحفل مروى ملقي بالحضور شاكرة لهم مشاركتهم وتكبدهم مشقة الطريق في هذه الظروف الصعبة، وقالت: “نحتفل اليوم بالسينما، لغة الفن العالمية التي تجمعنا دائماً. هذا العام يأتي المهرجان بسنته الحادية عشر ليشهد على تنوع الثقافات والقصص والأفكار التي تتجسد على الشاشة الفضية. في هذه الدورة سنكون مع مزيد من الأفلام المذهلة، والمناقشات الثقافية، واللحظات السحرية على شاشة واحدة وفي مدينة حلوة، هي قلب لبنان النابض بالثقافة والفن… طرابلس!

أضافت: “ممتنين لكل من ساهم ليصبح هذا الحدث حقيقة، من المنظمين إلى الضيوف، ومن الفنانين إليكم أيها الجمهور الحبيب.

وبرحلة سريعة ومشّوقة سنشاهد بعد قليل مقتطفات من الأفلام المشاركة التي تم اختيارها بعناية والتي تعكس مختلف الأساليب السينمائية والقصص الرائعة”.

وختمت ملقي: “عندما نقول مهرجان طرابلس مش يعني فقط ليالي سينمائية، وإنما أيضاً فرصة تلاقي فنانين ومبدعين من كل مكان بقصصهم وأفكارهم. حيث أنه وراء كل فرصة فريق عمل مجتهد وإلى جانب كل فريق ناجح ومبدع شخص صاحب رؤية وعطاء ما بيخلص وشغف بالسينما إلى حد التفرد أعني به رئيس المهرجان الصديق إلياس خلاط”.

Films Trailer

ثم عرض فيديو قصير Trailer تضمن لقطات من الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان.

خلاط

ثم ألقى مؤسس ومنظم المهرجان إلياس خلاط كلمة أجزل فيها شكره للحضور من طرابلس ولبنان وللضيوف من الخارج وقال: أهلاً بكم لنحتفل هذا العام بالسينما في ظل هذه الظروف الصعبة. كما أريد أن أشكر الجهات الراعية والداعمة للمهرجان من لبنان وخارجه لنسخة هذا العام فلولاهم لما أبصرت النور.

كما أشكر الدعم المادي السخي من قبل السفارة النروجية، مؤسسة Doen الدانماركية، Major Events Media، British Council، مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية، كما أنوه بالشركاء الدائمين والجدد: Arab cinema center، Coop Med، Digitised ، “مرسح” جمعية “رمان الثقافية”، فندق Via mina، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس، مطعم بيتنا، جمعية Shift، ولا أنسى مركز العزم الثقافي – بيت الفن الحاضن الدائم على مدى السنوات السابقة لهذا الحدث الثقافي. نتمنى لكم إقامة هادئة وممتعة في طرابلس، ومثمرة على وجه الخصوص لفتح الباب أمام عمل مستقبلي ونجاحات مستقبلية.

وتابع خلاط

أول ما يخطر على بالي اليوم ومن على هذا المنبر كيف أستطيع التعبير عن نفسي عبر التضامن مع الجنوب وما بعد الجنوب يوماً بعد يوم تشتد الأزمة ونحن حزينون جداً من بيروت إلى أقصى الجنوب وما بعد الجنوب، خاصة عيترون وبليدا وغيرها إلى بعلبك، فنحن على امتداد مساحة الوطن لسنا بخير حيث أن هناك مهرجانات عديدة ألغيت، ولكن ورغم هذا فإننا نعبّرعن تضامننا مع سينمائيين من لبنان ومن فلسطين يكافحون ويناضلون ليحكوا قصصنا وحكاياتنا، هؤلاء لهم منا كل تحية. ورغم هذا فقد سررنا باختتام “مهرجان القدس للسينما العربية” في القدس الشرقية منذ أيام، وقد أعلن عن إقامة فعاليات “أيام فلسطين السينمائية” في الأسابيع المقبلة. ولكن من جهة أخرى أحزن لأن بيروت لم يعد فيها مهرجاناً سينمائياً.

وأضاف خلاط

أريد أن اخبركم عن أمر محزن جداً فقد تبلغنا من قبل سلطة الرقابة بمنع عرض 3 أفلام كان تم اختيارها في هذه الدورة، وهذه المرة الأولى التي يتم منع عرض أفلام في مهرجان طرابلس للأفلام.  

وإنني ومن خارج إطار كلمة الإفتتاح أريد أن أتكلم عن موضوع مهم وحساس وهو قضية الرقابة في الجمهورية اللبنانية عامة.

سلطة الرقابة في لبنان تفرض رقابة مسبقة على كل ما يختص بالمسرح والسينما وتحدد ما يمكن عرضه وما يجب حذفه أو تعديله.

ويعتبر القانون اللبناني حول الرقابة غير واضح ومتقلب، مما يؤدي إلى تفسيرات مختلفة وإلى إثارة الجدل مع أن لديه هامش من الحرية تطغى في منطقتنا العربية.

في ظل هذه الظروف، يجب علينا جميعًا التفكير بجدية في تغيير القوانين المتعلقة بالرقابة، بما يضمن حقوق الفنانين والمبدعين ويحافظ على حرية التعبير.

يجب أن تكون الرقابة ضمن إطار قانوني واضح وعادل، يحمي المصلحة العامة دون المساس بالحقوق الفردية.

فإن السينمائي أو المسرحي يستوحي قصصه من مجتمعه ومحيطه ومما يسمعه ويراه منعكساً بذلك على ما يكتبه.

وبجانب القوانين ومسؤولية السلطة التشريعية يلعب التعليم دوراً حاسما في تغيير الثقافة المجتمعية تجاه الرقابة، من خلال تعزيز الوعي والفهم لأهمية حرية التعبير والتنوع الثقافي.

يجب أن يكون التعليم على رأس أولوياتنا لبناء مجتمع متسامح ومفتوح وهذا واضح في المناهج الرسمية إلا أن تطبيق هذه المناهج يختلف إلى حد ستين بالمئة أحياناً داخل المدرسة الرسمية وذلك حسب المناطق.

أما على صعيد المدرسة الخاصة فحدث ولا حرج، فإن تطبيق المناهج الرسمية يتفاوت من 20 إلى80 بالمئة في بعض منها وهذا يؤدي إلى عدم مساواة فاضح، أسوأ من التمييز الطبقي في المستويات الفكرية للخريجين وبالتالي للعاملين ومن بينهم العاملين في الرقابة الحكومية.

لذا، ندعو جميعاً إلى التفكير والعمل معًا من أجل تغيير القوانين وتعزيز دور التعليم في مجتمعنا، لنحقق تطلعاتنا نحو مستقبل أفضل وأكثر تقدما.

وختم خلاط: هذه الأفلام التي تم منعها ما زالت ضمن الأفلام المتنافسة وسنرفق كلمة فريدريك نيتشه (في بعض الأحيان لا يرغب الناس في سماع الحقيقة لأنهم لا يريدون أن تتحطم أوهامهم) على شاشة سوداء في الوقت الذي كان من المفترض فيه عرض هذه الأفلام على هذا المنبر.

أهلا وسهلا بكم ونتمنى لكم أوقاتا ممتعة في طرابلس.

خوجه

المدير الشريك لمهرجان طرابلس للأفلام غسان خوجه عرّف بأعضاء لجان التحكيم للأفلام المشاركة في المسابقة وهم:

– الفيلم الطويل (الروائي والوثائقي): إيلي خليفة (لبنان)، ندى أبو فرحات (لبنان)، هلا جلال (مصر)

– الفيلم القصير: أنيسا داوود (تونس)، ديما عازر (الأردن)، جورج بربري (لبنان)

المخرج إيلي خليفة قال: “أريد أن أشكركم على هذا المهرجان في ظل هذه الظروف المحيطة بنا”

ندى أبو فرحات قالت: “أنا آسفة لمنع الأفلام من قبل سلطة الرقابة”.

جورج بربري: “أنا سعيد جداً لأنني شاركت معكم اليوم وكان في البداية لدي ظروف كانت ستمنعني، أحب طرابلس التي أمضيت فيها طفولتي”

ديما عازر: أشارت إلى “أهمية تنظيم المهرجان في ظل ما يحيط بنا من ظروف وأعرف الصعوبة التي تواجهونها من سنة إلى سنة لكي يرى المهرجان النور”.

أنيسا داوود: رأت أن “هذا المهرجان يثبت أنه هو الأكثر معنى للمقاومة”

شحادة

ثم تحدّثت فاطمة رشا شحادة منسّقة “المنتدى المتخصص” المرافق لفعاليات المهرجان قالت: “أيام طرابلس لصناعة الأفلام” هي ورش وماستر كلاس وندوات، ونعلم جميعاً أن الأوضاع صعبة ولكن تبقى السينما هي أدوات تعبير عظيمة في أي ظرف. إن “Tripoli Film Industry Days“، هي فعاليات لأهل الإختصاص من طرابلس وخارجها.”

وختمت شحادة: للسنة الثالثة على التوالي ننظم “منصة لدعم مشروع الفيلم العربي القصير “ ARAB SHORT PITCHING PLATFORMالتي تمنح جوائز نقدية وتقنية لمشاريع أفلام عربية قصيرة، وقد تم اختيار 5 مشاريع تتنافس في هذه الدورة، وتضم لجنة تحكيم هذه المشاريع: ندى دوماني (لبنان)، مهدي هميلي (تونس)، ودنيز جبور (لبنان)

وأكدت دوماني على: “أهمية تنظيم الأنشطة الثقافية، أنا بنت المينا، بنت طرابلس شكراً لكم وشكراً لكل من يحب طرابلس”.

أما دنيرز جبور فقالت: “إذا ماتت الثقافة في هذا البلد عندئذ يستطيعون فعلاً أن يقضوا علينا”.

جائزة إنجاز الحياة

وللمرة الرابعة في تاريخه يمنح مهرجان طرابلس للأفلام جائزة “إنجاز حياة” لشخصيات سينمائية كان لها الأثر الكبير في صناعة السينما في لبنان والعالم، وشخصية هذا العام كان الناقد والسينمائي اللبناني إميل شاهين حيث تم عرض فيديو قصير يلخص مسيرة حياته بالإضاءة على أبرز أعماله وإنجازاته.

وقد ألقى إلياس خلاط كلمة تعريفية بشاهين جاء فيها: “أحس برهبة في تقديم شخصيات رائدة في عالم السينما فكيف بتقديم قامة سينمائية عظيمة هو إميل شاهين”

شاهين

وفي كلمة مقتضبة قال شاهين: “شكرأ للصديق إلياس خلاط وشكراً لطرابلس على هذا التكريم، سأقول ما في جعبتي خلال الماستر كلاس”

ثم قدم خلاط وخوجه جائزة “انجاز حياة” لشاهين

 كمون

ختاماً كانت كلمة أحد الضيوف حيث تحدث المخرج ميشال كمون الذي قال: “شغفي بالسينما جاء من هذه المدينة، والتقطت متعة السينما في أجمل صالات السينما في هذه المدينة، حيث كان لها عندي شيء من السحر. يشرفني أن أكون هنا وأنا محظوظ جداً بوجودي معكم وأتمنى عمراً طويلاً لهذا المهرجان لأننا بالثقافة نستمر، وفي ظل أسوأ الظروف في المنطقة فإن ما يعطي الأوكسيجين الحقيقي هو السينما والنشاطات الثقافية المميزة. شكراً لكم”.

فيلم “يلا غزة”

واختتم اليوم الأول من مهرجان طرابلس للأفلام بعرض الفيلم الوثائقي الطويل “يلا غزة” للمخرج رولاند نوريي.

تصوير إسبر ملحم