برنامج UN-Habitat ووزارة البيئة اللبنانية يطلقان مشروعاً على الصعيد الوطني للحد من النفايات البحرية والتلوث من جراء البلاستيك

برنامج UN-Habitat ووزارة البيئة اللبنانية يطلقان مشروعاً على الصعيد الوطني للحد من النفايات البحرية والتلوث من جراء البلاستيك

برعاية وحضور وزير البيئة اللبناني الدكتور ناصر ياسين، وبحضور السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل، ونائب المنسق الخاص للأمم المتحدة والمنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، وعدد من ممثلي القطاع العام ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام، أطلق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ((UN-Habitat اليوم، مشروع “الحد من تلوث بحر المتوسط عبر تعزيز الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في المدن الساحلية الذكية”، والمعروف أيضا بإسم “رمال”.

إنّ مشروع “رمال”، المموّل من الوزارة الاتحادية الألمانية للبيئة والحفاظ على الطبيعة والسلامة النووية (BUMZ)، من خلال هبة تقدّر بحوالي 4,5 مليون يورو، يهدف الى الحد من تلوث بحر المتوسط عبر تعزيز الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في المدن الساحلية. سيتم تنفيذ هذا المشروع بالشراكة مع معهد فوبرتال للمناخ والبيئة والطاقة وجامعة برلين التقنية، ومن خلال دعم إتحادات البلديات الموجودة على طول الساحل اللبناني والمؤسسات الحكومية المعنية في تنفيذ قانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في لبنان – القانون رقم 80 (2018).

 “إن إطلاق مشروع “رمال” هو خطوة في الاتجاه الصحيح للتعافي البيئي في لبنان. وتماشيا مع رؤية وزارة البيئة لحماية البيئة الطبيعية في لبنان والحفاظ عليها، وخارطة الطريق للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، سيعالج المشروع تحديا كبيرا يواجه لبنان – لا سيما في المناطق الساحلية للحد من النفايات البحرية والتلوث الناجم عن البلاستيك. كما سيساعد مشروع “رمال” في حماية ساحلنا وحياتنا البحرية وشعبنا. ومن خلال هذا المشروع، ستعمل وزارة البيئة مع برنامج UN-Habitat في إشراك السلطات البلدية والمجتمعات المحلية لوضع خطط محلية للحد من النفايات البحرية وإدارتها بطريقة متكاملة مما سيساهم في جعل المدن الساحلية في لبنان أنظف وأكثر صحة”، قال معالي الدكتور ناصر ياسين، وزير البيئة اللبناني.

سيتضمن مشروع “رمال” عدد من الخطوات بما في ذلك جمع البيانات حول النفايات من خلال إنشاء مرصد وطني للنفايات إلكتروني سيساعد في اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة. بالإضافة الى وضع خطط للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في مناطق الخدمات الساحلية؛ وتنفيذ مشاريع تجريبية لتحسين إدارة النفايات وتفادي النفايات البحرية.

“تشكّل النّفايات جزءاً من المشاكل الأساسيّة التي تواجه لبنان وشعبه، وستبقى تحدّياً للأجيال القادمة. لا بدّ من جهودٍ ضخمة للحفاظ على هذا البلد الجميل، بجباله وشواطئه، غاباته وسهوله، مدنه وقراه، إضافةً طبعاً إلى ناسه والحيوانات الموجودة فيه. آمل أن يتبلور وجودكم جميعاً هنا اليوم بالخروج بعملٍ حقيقي على الأرض، وبالتزامٍ طويل الأمد لتحقيق تقدّم فعلي مستدام. خلال فترة تولّيَ منصب سفير ألمانيا في لبنان، حضرت العديد من حفلات واجتماعات الإطلاق الشّبيهة، وأهمُّ ما فيها رؤية النّتائج التي يُعلن الجميع التزامهم بتحقيقها خلال هذه البدايات. ولهذا المشروع على وجه الخصوص أثر مباشر وآني على حياة النّاس اليوميّة. لذا آمل، من كل قلبي، أن نشهد هذا الأثر الإيجابي، وأن نعيش التّقدّم والنّجاح خلال تنفيذ هذا المشروع”، قال السفير أندرياس كيندل، سفير ألمانيا في لبنان.

من ضمن المشروع الذي سيمتد على ثلاث سنوات، سيتم إطلاق حملة توعية على الصعيد الوطني بشأن الإدارة المستدامة للنفايات والحد من النفايات البحرية. كما ستفيد نتائج الدراسات التي ستقام خلال مراحل التقييم في صياغة توصيات حول السياسات الوطنية بشأن إدارة النفايات البحرية بهدف تحسين وبناء قدرات الأطر الوطنية والجهات الفاعلة المعنية.

“في ظلّ الأزمات المتعددة الأوجه والمعقّدة التي تواجه لبنان، والتي لا تزال تشكّل تحدّياً ملحوظاً لا يلبث يفاقم المسار الإنساني والتنموي في البلاد، من الأهمية بمكان اتخاذ خطوات وتدابير مُنّسقة للحؤول دون تدهور النظام البيئي الطبيعي الهشّ أكثر مما هو عليه. وتُعدّ حماية البيئة البحرية على طول الساحل اللبناني أمراً بالغ الأهمية لأنها تضمن التحكّم في المناخ، وتوفّر الغذاء، والوظائف، وسُبُل العيش، وتساهم في تحقيق التقدّم الاجتماعي والاقتصادي”، قال نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية، السيد عمران ريزا في كلمته الافتتاحية. ثم أضاف في معرض كلامه أنه “من خلال تضافر جهود مختلف الشركاء المعنيين، من سلطات وطنية ومحلية، إلى منظمات دولية ومحلية، فأوساط أكاديمية، ومؤسسات القطاع الخاص، ومجتمعات محلية، وباستخدام نهجٍ محلي قائم على المناطق وينطلق من القاعدة، يوفر “مشروع “رمال” فرصة مهمة لـلأمم المتحدة لتعيد تأكيد التزامها بالمساعدة على توجيه لبنان إلى مسار التنمية المستدامة”.

سيعمل برنامج UN-Habitat وشركاؤه مع ثلاثة عشر اتحادا للبلديات كما ومع المجتمعات المحلية المعنية طوال فترة المشروع لضمان أن تكون التدخلات المخطط لها للمشروع هادفة وقائمة على احتياجات المجتمعات وذلك لتعزيز الشمولية والمسؤولية والاستدامة.

“تقع المدن الرئيسية في لبنان على طول الساحل. هذه المدن هي المساهم الرئيسي في عملية التلوث من البلاستيك والنفايات البحرية. وبالتالي فهي أيضا جزء من الحل لتعزيز وتحديد الحلول المستدامة لجمع وإدارة النفايات الصلبة. من خلال العمل مع السلطات والمجتمعات الوطنية والمحلية ضمن مشروع -رمال- ، يمكننا وضع ممارسات طويلة الأجل لإدارة النفايات الصلبة، وتنظيف سواحلنا، وحماية حياتنا البحرية، وتعزيز مستقبل أكثر استدامة وخضارا للبنان.”صرّحت تاينا كريستيناسن، مديرة برنامج UN-Habitat  في لبنان.

منذ تأسيسه يعمل برنامج UN-Habitat في لبنان بشكل فعّال مع الشركاء والجهات المعنية في مجال التخطيط الحضري على المستويات الاجتماعية، الوطنية والدولية لتطوير وتنفيذ البرامج والتدخلات على صعيد البلد، التي تساهم في جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة.