توقَّع الخبير في شؤون القدس أ. زياد ابحيص أن يتجلى السلوك “الثأري” الإسرائيلي لما حدث في 7/10/2023 في السياسات والممارسات الصهيونية في الأقصى والقدس؛ وأنّه مع بداية رمضان القادم في 11/3/2024 ستحدث مواجهات شعبية عنوانها الصلاة وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى من أحياء القدس والضفة الغربية والأرض المحتلة سنة 1948، وهو ما يفتح الباب لمواصلة نسق المواجهة السابق بتسارعٍ أكبر. كما توقَّع أن تعود إلى الواجهة محاولة التهجير النهائي لحي الشيخ جراح ولأحياء سلوان السبعة المهددة، ويضاف إليها كذلك وادي الجوز شمال البلدة القديمة، حيث يدخل مشروع “وادي السليكون الجديد” حيز التطبيق. جاء ذلك في ندوة بعنوان “المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى”، عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 24/1/2024، بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني. وعلى مستوى الاستيطان، قال أ. زياد ابحيص أنّ “إسرائيل” تحاول حسم هوية القدس بإيجاد عمق استيطاني في مركز المدينة، إضافة إلى حسم مصير حدودها الشرقية، وهذا ما يجعل التوسع الاستيطاني مرشحاً للتركز في ثلاثة اتجاهات: اختراق البلدة القديمة من بوابة الأملاك المسيحية، ومحاولة السيطرة على الكتل العقارية الكبرى المتبقية، وتشكل بيت حنينا وشعفاط مسرح هذه المحاولات، وأمام الأزمة التي تعصف بمدرسة اليتيم العربي وعجز إدارتها في عمّان عن الاستجابة للتحدي، فإنها مرشحة لأن تكون عنوان الأزمة التالية، ومحاولة حسم مصير برية القدس باتجاه معاليه أدوميم مرشحة للتجدد بمحاولة تهجير الخان الأحمر. وتوقَّع ابحيص أنّ طوفان الأقصى مرشَّح للتأثير على التركيبة السكانية للكيان الصهيوني؛ بدفع الصهاينة العلمانيين من سكان السهل الساحلي إلى الهجرة مع تشبث المستوطنين بالبقاء، بشكلٍ يجعل تركيبة الكيان الصهيوني تقترب من تركيبة القدس الحالية بتمثيل أعلى للمتدينين ولتيار الصهيونية الدينية، ما يرشح لتعميم معضلة القدس باعتبارها أكثر هجوماً، لكنها أقل إنتاجاً وقدرة من الناحية الاقتصادية، وأكثر اعتمادية على غيرها. وقد قُدّمت في هذه الندوة، التي أدارها أ. د. محسن محمد صالح، ثمانِ أوراق عمل، ناقشت المسارات المستقبلية المتوقَّعة خلال سنة 2024، المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإسلامي والدولي.