توقَّع الخبير الاستراتيجي والعسكري الفلسطيني أ. معين الطاهر استمرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في أدائها القوي الفعّال في مواجهة العدوان الإسرائيلي ولأشهر عديدة. وقال إنّ المقاومة التي نفّذت عملية طوفان الأقصى نفّذت “معجزة عسكرية بالمعنى العلمي للكلمة”، وأنّها قادرة على الاحتفاظ بمنظومة قيادة وسيطرة متماسكة في الفترة القادمة، وأنها تستخدم بكفاءة عالية أسلحتها وذخائرها، وبوجود رجال مقاومة مؤمنين نوعيين مدربين على هذا النوع من المواجهات. وقال إنّه ليس من المرجح أن تستمر الحرب طوال سنة 2024 لأسباب عديدة. وأنّه على فرض أن العدو تمكّن من احتلال القطاع، وهو أمر مستبعد، فإن المقاومة قادرة على الاستمرار وإحداث خسائر جسيمة به وإن اختلفت تكتيكاتها. ونوّه الطاهر إلى احتمالات تصاعد المقاومة في الضفة الغربية في الفترة القادمة؛ خصوصاً مع تصاعد اعتداءات الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه على الفلسطينيين وأراضيهم.
وأوضح الطاهر أنّ ما سيُحدد مسارات المدى الزمني للحرب هو أداء المقاومة على الأرض، وتطورات الوضع السياسي، وحالة الشارع العربي والغربي، وموقف الإدارة الأمريكية والمجتمع الأوروبي.
جاء ذلك في ندوة بعنوان “المسارات المتوقعة لقضية فلسطين في سنة 2024 في ضوء معركة طوفان الأقصى”، عقدها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات يوم الأربعاء 24/1/2024، بمشاركة عشرات الخبراء والمتخصصين في الشأن الفلسطيني. وأضاف الطاهر أنّ من التحديات التي قد تُحيط بالمقاومة المعاناة المدنية والإنسانية في القطاع، ولفت النظر إلى ضرورة القيام بكل ما بوسعنا لتخفيفها. وأكّد الطاهر أنّ مستقبل المقاومة الفلسطينية يجب أن لا يُرهن فقط بقطاع غزة، وأنّ المرحلة القادمة ستمتاز بأنّ المقاومة ستكون مقاومة شاملة، بما في ذلك المقاومة العسكرية المتصاعدة بأشكال مختلفة، والمقاومة الشعبية، ومقاومة التطبيع، والمقاومة القانونية، والمقاومة على المستوى العربي والغربي لعزل “إسرائيل”، وغيرها. وأضاف الطاهر أنّ من المسائل المشجِّعة لاستمرار هذه المقاومة استعادة التيار الوطني في الساحة الفلسطينية (بما في ذلك من لم ينغمس في التنسيق الأمني في منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح) دوره ليكون مشاركاً ورديفاً وحامياً للنموذج الذي حصل في عملية طوفان الأقصى. وقد قُدّمت في هذه الندوة، التي أدارها أ. د. محسن محمد صالح، ثمانِ أوراق عمل، ناقشت المسارات المستقبلية المتوقَّعة خلال سنة 2024، المتعلقة بالشأن الفلسطيني والإسرائيلي والعربي والإسلامي والدولي.